يتواجد بطل السلسلة الكوميدية الشهيرة "أعصاب وأوتار" عمي البشير بن محمد في حالة صحية حرجة، في مسكنه بحي فيلالي في قسنطينة، حيث يعاني من مرض هشاشة العظام في مستوى متقدم جدا ألزمه الفراش حتى انه لم يعد يقوى على المشي. ويكتفي "عمي البشير"ف ي أحسن الأحوال بالخروج إلى باب بيته محمولا، ليوزّع الابتسامات على الناس. عمي البشير الذي اقترب من سن الثمانين هو أحد أشهر الفنانين في الجزائر، حيث دشّن العمل التلفزيوني في الجزائر المستقلة، عندما أبدع رفقة عدد من الفنانين، سلسلة "البهاليل" في ستينات القرن الماضي والتي بثها التلفزيون التونسي والمغربي، قبل أن يضع بَصمَته الضاحكة على سلسلة "أعصاب وأوتار"، كما قدم أعمالا أخرى لاقت نجاحا باهرا ووصفت طريقة تمثيله بالتلقائية من خلال "ريح تور" و"كحلة وبيضا" و"يا عامر يا ناسي" و"ناس املاح سيتي"، وما يحزّ في نفس عمي البشير، أنه لا يتلقى الزيارات من الوسط الفني، وحتى الثقافي، إلا من أفراد قلائل يسألون عن حالته، ويرفعون معنوياته، في الوقت الذي لم تتم مساعدته من أي طرف كان، خاصة وزارة الثقافة، على التنقل إلى عيادة خاصة أو عمومية، خاصة، وأن عمي بشير مازال يصرّ على أن لا يتقاعد عن تواصله الفني مع جمهوره، حتى ولو بقي يمنحهم الابتسامات من على كرسيه بالحي الذي يسكن فيه. وفي المقابل أبدى ،الأحد، الفنان رشيد زيغمي من تونس، تعجبه من بقائه لمدة قاربت الشهر في العيادات الخاصة في تونس، حيث يجري حصص المداواة بالإشعاعات، وما يكلفه ذلك ماديا إضافة إلى ابتعاده عن أهله، من دون أن يتلقى أدنى مساعدة على الأقل معنويا، خاصة أن حالته ساءت من كل النواحي، بعد أن أجرى عمليتين جراحيتين فاشلتين على إحدى فقرات العمود الفقري، تحوّلت إلى مرض معقد، ولا يجد سوى ابنته القاطنة في تونس من تساعده لتجاوز محنته الصحية، وكان الفنانون ومجموعة أعصاب وأوتار، قد عانوا خلال احتضان مدينتهم لتظاهرة قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية عندما مرّت السنة من دون إدراجهم ضمن المكرّمين.