نجحت الأوبرات الغنائية "حيزية" في شد انتباه وتفاعل جمهور الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي لمدة 120 دقيقة.. كانت رحلة إلى زمن الفن الجميل واللحن الراقي والكلمة المعبرة.. كانت رحلة إلى أعماق التراث الفني الجزائري بثرائه وتنوعه. العمل الذي أخرجه فوزي بن ابراهيم عن نص الشاعر عز الدين ميهوبي وبالاعتماد على الألحان الموسيقية للراحل محمد بوليفة، لم يحاك التجديد في التوزيع الموسيقي أو في الديكور، فجاء بسيطا ومباشرا، لعب على وتر الأغاني التراثية والموسيقى الأصيلة والأصوات المميزة واستعان بالصورة والفيديو في رسم فصول القصة الشهيرة في الموروث الجزائري، وهي موت حيزية حزنا على فراق ابن عمها سعيد بسبب رفض والدها فكرة الارتباط به، وقام الشاعر الكبير محمد بن قيطون بتخليد القصة التي غناها الكثير من المطربين الجزائريين. إلا أن نص ميهوبي لم يستحضر هذا الشاعر كثيرا فظهر في مشهد واحد عند بداية العرض، وحتى نهاية القصة جاءت مختلفة عن الأسطورة المعروفة. ورفع طلبة ألحان وشباب مستوى العرض بأدائهم المميز لمختلف الأغاني، وهم عادل داود وأجراد يوغرطة وعمر بن حرمة وناصر عطاوي ولامية بطوش وهواري بوعبد الله وفيصل بن عايشة. إضافة إلى اللوحات الكوريغرافية التي قدمتها فرقة الفنون الشعبية تحت إشراف خيمدة عبد القادر. عبر ميهوبي عن رضاه عن مستوى العمل وأرجع خيار الافتتاح إلى أهمية إبراز الهوية الثقافية الجزائرية لضيوف الجزائر من مختلف الدول العربية خاصة أن العمل– حسبه- كان قد قدم سنة 1995 خلال العشرية السوداء فكانت إعادة برمجته رسالة إلى العالم بأن الجزائر بلد الحب والسلام. وأشار الوزير في نفس السياق إلى أن اعتماد العمل على طاقم شاب بدءا بالمخرج فوزي بن ابراهيم وصولا إلى المؤدين والراقصين وعدم الاعتماد على تقنية "البلاي باك "بشكل كامل كان تحديا فنيا رفعه الديوان. للإشارة، فإن العمل أعاد إلى الخشبة الفنانة جهيدة والفنان محمد عجايمي اللذين قدما دور والدي حيزية، وأدى دور الشاعر بن قيطون ربيع أوجاووت.