كشفت مصادر مؤكدة ل "الشروق" أن شركة أوراسكوم تتفاوض مع شركة الإتصالات الجنوب إفريقية "أم تي آن" من أجل الدخول في رأس مال أوراسكوم تيليكوم الجزائر "جازي"، وتريد أوراسكوم من خلال فتح رأسمالها لهذه الشركة الجنوب إفريقية ضرب عصفورين بحجر واحد، البقاء في السوق الجزائرية واسترضاء أو استعطاف السلطات الجزائرية بإدخال شريك تكن له الجزائر كل الإحترام والتقدير. * وقد أكدت مجموعة "أم تي آن" للاتصالات التي تنتشر فى 22 دولة في إفريقيا وآسيا في بيان أمس، أنها فعلا دخلت في مفاوضات مع أوراسكوم قد تكون لها تأثير على سعر حصصها في البورصة، واعترفت في ذات الوقت أن المحادثات مازالت في مرحلة مبكرة، وقد لا تفضي إلى إتمام الصفقة، نتيجة لأن هذه المفاوضات قد لا تصل بالضرورة إلى نتيجة معينة، ويأتي هذا في وقت رفضت أوراسكوم تيليكوم التعليق على بيان "أم تي آن"" للإتصالات. * وقد أعلن مسؤول من الشركة الجنوب إفريقية عن تمويل بنكي يبلغ حوالي خمسة مليارات دولار لشراء أصول من أوراسكوم تليكوم المصرية، تتمثل في جازي الجزائرية التابعة لأوراسكوم، في حال رست المفاوضات على اتفاق بين الطرفين، كما ستشتري "أم.تي.أن" من أوراسكوم أيضا عمليات افريقية أخرى أصغر حجما من جازي. * وفي حال رست المفاوضات على اتفاق فإن أوراسكوم مطالبة بإيداع ملف لدى لجنة مراقبة عمليات بورصة الجزائر، هذه الأخيرة التي يحق لها أن ترفض أن توافق، وهو ما يجب أن تأخذه أوراسكوم في الحسبان، خاصة وأن وزارة المالية كانت قد أبلغت رسميا شركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر شهر مارس الفارط بأن الحكومة الجزائرية تعترض على عملية التنازل عن أسهم شركة جازي لصالح مساهمين أجانب، وطالبتها بضرورة احترام الالتزامات القانونية الخاصة بالاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تحكم جميع المعاملات من هذا النوع، والتي تمنح حق الشفعة للدولة الجزائرية على كل التنازلات التي تقوم بها شركات استثمارية أجنبية عاملة بالجزائر لصالح مساهمين أجانب. * وحذرت وزارة المالية أوراسكوم من اللجوء الأحادي الجانب من تكرار سيناريو تنازلها عن الشركة الجزائرية للإسمنت في ظروف غامضة إلى مجموعة "لافارج" الفرنسية، بدون إخطار الحكومة الجزائرية التي تتمتع بموجب القانون بحق الشفعة الذي يسمح لها بأن تكون صاحب الامتياز في الحصول على الأسهم المتنازل عنها من طرف أي مجموعة أجنبية عاملة في الجزائر، وشددت الوزارة على أنه في حالة العكس تعتبر المعاملة باطلة و بلا أثر. * وتأتي هذه المستجدات بعد يومين من تصريح نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تليكوم القابضة فى رسالة نصية بعث بها لوكالة بلومبرج الإخبارية أن الحكومة الجزائرية منعت شركة جازي التابعة للشركة المصرية من تحويل أرباحها خارج الجزائر، ومنع البنوك الجزائرية من عمليات التوطين البنكي لأوراسكوم رغم أن هذه الأخيرة سددت آخر حصة لها من الضرائب المفروضة عليها، ولم ينف تامر المهدي، رئيس جازي الأمر، غير أنه لم يدل بأي تفاصيل إضافية بهذا الخصوص.