تابعت محكمة الجنح ببئر مراد رايس بالعاصمة أبوين، بعد تورطهما في احتجاز ابنتهما البكر داخل غرفتها مدة يومين، من خلال تكبيلها بسلاسل حديدية فوق سريرها، لمنعها من الفرار والخروج من البيت العائلي الكائن ببني مسوس، حتى لا ترتمي في أحضان عصابات الشارع التي تسعى لجرّها نحو سوق الدعارة وعالم المخدرات. قضية الحال انطلقت بموجب شكوى قيدتها صديقة الضحية لدى مصالح الأمن ببني مسوس، مفادها تعرض رفيقتها لاحتجاز من قبل والديها، ليتم بعدها التنقل إلى بيت الضحية، للتأكد من صحة الأمر، لتتفاجأ عناصر الأمن بالفتاة مكبلة بسريرها بواسطة سلاسل حديدية، ليتم إثرها توقيف والديها قبل أن يحوّلا على محكمة الاختصاص، أين صدر في حقهما أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت، عن تهمة احتجاز شخص والضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض، وهي التهمة التي فندها المتهمان بمثولهما للمحاكمة. وأكدا الوالدان أنّ ابنتهما البالغة من العمر 22 سنة باتت منحرفة وتتعاطى المخدرات والخمر، كما أنها غابت عن المنزل مدة 5 أشهر، بإيعاز من صديقتها التي عرّفتها على شباب منحرفين واستغلتها في الدعارة، وعند تشاجرها معها، كشفت لعائلتها عن مكان تواجدها فأرجعتها للبيت، إلا أنها أخبرتهم أنها لن تكف عن أفعالها إلا في حال تم تقييدها، فلم يجدا حلا غير ربطها بسلاسل لمنعها من الخروج. وعن آثار الضرب الموجودة بجسدها، فقد أكدا أنها كانت موجودة وسببتها لها صديقتها حينما تشاجرت معها بسبب شاب، وأضاف الأبوان وهما يجهشان بالبكاء أنهما حاولا إخراجها من الدوامة التي تعيش فيها، بمعالجتها نفسيا وكذا برقية شرعية، لكنها لم تتجاوب مع العلاج. وأمام غياب الضحية المزعومة عن جلسة المحاكمة، قضت المحكمة ببراءة الأم، فيما غُرّم الوالد مبلغ 20 ألف دج بعد مطالبة وكيل الجمهورية لدى محكمة الحال تسليط عقوبة عام حبسا نافذا وغرامة بقيمة 20 ألف دج.