عادت أزمة النقل تطفو على السطح من جديد كلما اقترن الموعد والعطل المدرسية التي حولت التنقل ما بين العاصمة وتيبازة مع الأيام الأولى للعطلة الربيعية إلى هاجس للمسافرين، لاسيما منهم العمال الذين وجدوا أنفسهم عالقين بمختلف مواقف الحافلات لعدة ساعات، في وقت أجبر البعض الفرار إلى سيارات الأجرة نتيجة النقص المسجل في عدد الحافلات التي استغل بعضها للرحلات الاستجمامية، مقابل غياب مخطط مدروس لمواجهة مثل هذا السيناريو الذي يتكرر في كل عطلة. ولأن الخط الرابط بين العاصمة وتيبازة يعتبر من أكثر الخطوط نشاطا، نظرا للتوافد الكبير للعائلات والمتمدرسين الذي تشهده الوجهتان قصد التنزه بالحدائق وقضاء يوم من التسوق أو حتى زيارة الأهل والأقارب، يجد الكثير منهم صعوبة في العودة إلى ديارهم في ظل استمرار اختناق الطرقات التي تفرض على أصحاب الحافلات تقليص الرحلات من 3 إلى رحلتين فقط في اليوم. موقف سعيد حمدين على سبيل المثل أضحى يعج بالمسافرين العالقين منذ بداية العطلة لاسيما منهم المتجهين نحو بلديات تيبازة، حيث تمر الحافلات القادمة من محطة أول ماي مملوءة عن آخرها، ما يجبرهم على الانتظار لساعات متأخرة للظفر بمكان في حافلة قلّما تتوقف بالموقف المذكور الذي تحول إلى هاجس للعمال مع تدفق العائلات العائدة من حديقة بن عكنون. الإشكال طرح على رئيس المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين حسين بورابة، فأكد أن القضية وفي حالة تكرارها من عطلة إلى أخرى ببعض الخطوط، فهذا يعني - حسبه - أن الناقلين يعملون يوما بيوم بالتناوب، وهو ما تمنعه وترفضه المنظمة جملة وتفصيلا. كما تطرق المتحدث إلى الخطوط التي تغيب فيها المردودية ما يدفع الناشطين فيها إلى تقاسم أيام العطل وحتى أيام رمضان، وهو ما لا يتماشى والقوانين المتعامل بها، يقول بورابة الذي تحدث عن المطالب التي رفعها أصحاب المهنة لزوخ من أجل تخصيص الرواق الأصفر لأصحاب الحافلات حتى يتمكنوا من استغلاله وتجنب الازدحام المروري الذي قلص من عدد الرحلات وبالتالي إحداث مثل هذه الأزمات التي تعيشها بعض الخطوط.