تحوَّلت مهنة جمع القطع النقدية من هواية إلى مهنة من لا مهنة له، يهدف صاحبها من خلال عرض ما يملك من قطع نقدية إلى جني الأرباح، خاصة إذا وجد الفئة المناسبة التي تهتم بمجال شراء القطع النقدية النادرة. العجيب في الأمر، هو تجرؤ عدد كبير من المغتربين الجزائريين على بيع قطع نقدية حديثة ما تزال متداولة بالسوق الوطنية، وتعرض على أنها قديمة، بالنظر إلى شكلها الذي يحتوي على أشكال الحيوانات والكتابات القريبة للحرف الكوفي العربي، وقد صارت الصفحات والمواقع الإلكترونية تعج بعروض بيع القطع النقدية. ويؤكد الكثير من هواة السفر بوهران أن الكثير من الأجانب راحوا ضحية احتيال بعض الجزائريين، الذين أغروهم بقطع نقدية من فئة 10 دنانير وحتى 100 دينار المعدنية، على أنها قطع نادرة للحصول على أموال معتبرة، وقد تم رصد أهم حالتين الأولى الصائفة الماضية بنيويورك، حين تمكَن أحد الجزائريين من بيع قطعة نقدية من فئة 10 دنانير لأحد المواطنين الأمريكيين الذي يعنى بهواية جمع القطع النقدية القديمة، حيث زعم البائع أنها قطعة نقدية تعود إلى العهد العثماني. وما سهل أكثر انطلاء الخدعة هي القطعة الصفراء التي تحمل كتابات قريبة للخط الكوفي القديمة، ولم يذكر مصدرنا القيمة المالية التي بيعت بها القطعة المعدنية، بينما حالة أخرى حصلت مؤخرا بمدينة بروكسل البلجيكية حين اقتنى أحد المهووسين بجمع القطع النقدية، قطعة من فئة 100 دينار الجزائرية التي رسم داخل أعدادها رؤوس حيوانات وهو ما جعل البلجيكي يظن أنها قطع قديمة تعود للحقبة الزمنية الغابرة، والأطرف من ذلك أنه أحدث بها ثقب وحوَّلها لقلادة ظانا منه أنها قطعة أثرية نادرة، والجدير بالذكر أن القانون الجزائري يجرم بيع القطع النقدية الوطنية بتلك الطرق غير القانونية، حيث سبق أن تم ضبط تاجر وهو يعرض ما يزيد عن 132 قطعة نقدية وطنية على موقع واد كنيس وهو ما انتهى بجره للمحاكمة بتهمة الاتجار غير المشروع لممتلك ثقافي محمي، بعد أن عرض للبيع على موقع «واد كنيس» قطعا نقدية قديمة ذات قيمة تاريخية وتابعة للتراث الوطني.