نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، مساء الخميس، عبر موقعها الإلكتروني، أغنية مصورة باللغة العبرية تلمح إلى أن جنديين إسرائيليين محتجزين لدى الحركة الفلسطينية منذ الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014، على قيد الحياة، حسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء. ولا يحتوي الفيديو الذي تضمن الأغنية على أي مشاهد حية للجنديين آرون شاؤول، وهدار غولدن، وإنما عبارة عن صور لهما ولعائلتيهما. ويبدو أن كتائب القسام تحاول إثارة قضية الجنديين الأسيرين في المجتمع الإسرائيلي، واستغلال الضجة التي أثارتها والدة آرون شاؤول، خلال جلستها، الأربعاء، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. ويأتي هذا الفيديو، في إطار الحرب النفسية التي تشنها كتائب القسام، بين الحين والآخر بخصوص تلك القضية. وتقول الأغنية التي اقتبست ألحانها من أغنية عراقية شهيرة، بأن الجنديين ما زالا على قيد الحياة وليسا ميتين كما تقول حكومة الاحتلال. وتقول كلمات الأغنية الناطقة بالعبرية والمترجمة كتابة بالعربية: "أورون أورون يا حبيبي أين اختفيت يا قلبي، هدار هدار يا حبيبي أين اختفيت". وتكمل الأغنية: "أمي أمي أنا هنا لماذا يقولون بأنني ميت، أبي أمي افعلوا كل شيء لتظهروا الحقيقة، كفى كذباً أرسلتني الدولة لأحارب من أجلها، وبعد الوقوع في الأسر أهملوني، أبي وأمي أنتم فقط افعلوا ما في وسعكم". وتضيف كلمات الأغنية: "أنا في أسر القسام أرجوكم أنقذوني.. أمي أمي الدولة هي المسؤولة عن مصير المفقودين.. أبي أمي افعلوا أي شيء لتخرج الحقيقة للنور". ويظهر في الفيديو الذي مدته حوالي ثلاث دقائق صورتي الجنديين، وبجوارهما شموع. وينتهي المقطع بظهور صورتي الجنديين، والأغنية تقول: "ها أنا ذا. أنا هنا". يشار إلى أنه قبل بث الفيديو نشرت "القسام" تنويه على الموقع قالت فيه "ترقبوا رسالة جنود العدو الأسرى لعائلاتهم" ، مع إضافة وسم " #حكومتكم_تكذب"، في إشارة للحكومة الإسرائيلية، التي لم تعقب على الفيديو حتى، ظهر الجمعة.
هل تحضر القسام لصفقة؟ يأتي هذا الفيديو الجديد على خلفية إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وتظاهر عشرات الفلسطينيين قرب رام الله، الخميس، دعماً للأسرى المضربين عن الطعام واستخدم جيش الاحتلال الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وحتى الرصاص المطاطي لتفرقتهم. وبدأ الأسرى، الاثنين، إضراباً جماعياً عن الطعام بدعوة من القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المحكوم بالسجن مدى الحياة للمطالبة بتحسين ظروف سجنهم. ويرغب الأسرى الفلسطينيون من خلال الإضراب في تحسين أوضاعهم المعيشية في السجون وإلغاء الاعتقال الإداري. وتوقيت نشر الفيديو مع بداية إضراب الأسرى الفلسطينيين، يوحي بأن القسام تحاول الحصول على صفقة تبادل للأسرى مع سلطات الاحتلال. وكانت كتائب القسام قد أعلنت في أفريل 2016، لأول مرة عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف عن حالتهم الصحية ولا عن هويتهم، باستثناء الجندي آرون شاؤول، الذي أعلن المتحدث باسم الكتائب، أبو عبيدة، في 20 جويلية 2014، عن أسره، خلال تصدي مقاتلي "القسام" لتوغل بري لجيش الاحتلال، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة. وترفض حماس، بشكل متواصل، تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلح. وكانت حكومة الاحتلال أعلنت عن فقدان جثتي جنديين في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في 8 جويلية 2014 واستمر لغاية 26 أوت من العام نفسه، هما آرون شاؤول، وهدار غولدن، لكن وزارة الأمن الإسرائيلية عادت وصنفتهما، في جوان الماضي 2016، على أنهما "مفقودان وأسيران". وإضافة إلى الجنديين، تحدثت سلطات الاحتلال، عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية خلال عامي 2014-2015.