نور الدين قوريشي "لا أشك لحظة بأن المنتخب الوطني سيشرف الجزائر في المونديال" يبدو نور الدين قوريشي، قلب دفاع المنتخب الوطني في 82 و86، واثق من إمكانيات المنتخب الوطني في تحقيق نتيجة مشرفة في المونديال الإفريقي، لكنه لم يخف بالمقابل خشيته من أن لا يجيد الخضر التفاوض في المباراة ضد سلوفينيا التي اعتبرها المباراة الأصعب والأكثر مصيرية. كما استغل قوريشي فرصة حواره مع "الشروق" ليجدد دعمه للمدرب الوطني رابح سعدان عندما أوضح بأنه "ليس هناك مدرب في العالم تلقى خياراته إجماعا". * كيف تترقب المشاركة الجزائرية في المونديال؟ * صدقني أنا لا أشك لحظة بأن المنتخب الوطني سيشرف الجزائر في المونديال، فلاعبونا يملكون من الذكاء ما سيمكنهم من التسيير الجيد للمنافسة، وأنا متأكد أيضا بأن الجميع سيكون في الموعد يوم المباراة ضد سلوفينيا. ومن خلال تجربتي، فإنني أطمئن الجماهير الجزائرية بأن 30 يوما كافية تماما لتحضير المنتخب إلى منافسة بحجم كأس العالم ولتجاوز بعض المشاكل المتعلقة بنقص المنافسة والإصابات، خاصة وأن اللاعبين متعطشون لتحقيق المزيد من الإنجازات ونحن هنا لدعمهم في ذلك. * * لكن إصابة بعض اللاعبين تثير القلق كما هو الشأن بالنسبة لمراد مغني؟ * تحدثت مع مراد في الموضوع ووجدته متأثرا بعض الشيء، لكن القرار الأول * والأخير يعود طبعا للطاقم الطبي للمنتخب الوطني الذي وضع اللاعب تحت الملاحظة في كرانس مونتانا، وسيرى مدى استجابته للعلاج، الأكيد أن المغامرة في مثل هذه الحالات عادة ما تكون سلبية على مستقبل اللاعب وعلى أداء الفريق. * * ما تعليق نور الدين قوريشي على الذين يصفون المنتخب الوطني بتشكيلته الحالية بكونه "منتخب فرنسا 2"؟ * هذا كلام سخيف ولا يمكن أن ينتج عن شخص يحب الخير للجزائر وللجزائريين، هل يقصدون بوصفهم هذا أن هؤلاء اللاعبين المغتربين ليسوا جزائريين؟ هل يقصدون بأنهم أقل وطنية من غيرهم؟ هذا عيب..هؤلاء اللاعبين وبمشاركة زملائهم المحليين أثبتوا في الكثير من المناسبات حبهم للألوان الوطنية * واعتزازهم بجزائريتهم ومن ذلك وقفتهم البطولية في القاهرة والخرطوم..في اعتقادي أن كل نقاش يذهب في هذا الاتجاه يهدف إلى التشويش على المنتخب الوطني والتأثير على استعدادات لاعبيه. * * مثل هذا النقاش ليس جديدا على لاعب مغترب مثلك؟ * هذا نقاش قديم طبعا، ويبدو أن أصحابه لم يحفظوا الدرس جيدا، وبالنسبة لي شخصيا فإن حمل الألوان الوطنية هو أجمل شيء عشته في حياتي، حتى أن الوالد كان يهددني ب "التبري« في حال التردد في الاستجابة لاستدعاءات المنتخب الوطني. * * ألست خائفا من تكرار سيناريو كأس العالم 1986؟ * لا أبدا أنا لست متخوفا، فنحن اليوم نعيش ظروفا أخرى تختلف تماما عن تلك التي عشناها في 86 حين كنا نعاني من بعض الانقسامات ومن فجوة عميقة جدا بين المحترفين والمحليين، أما اليوم فهذا الإشكال غير مطروح تماما، ثم أن المدرب رابح سعدان يملك اليوم خبرة أكبر بكثير من تلك التي كان يملكها في كأس العالم بالمكسيك. وعليه فإن شبح ما حدث في المكسيك لا يوجد اليوم إلا في رؤوس عدد قليل من المتشائمين. الذي أخشاه فقط هو أن لا يجيد المنتخب التفاوض في المباراة ضد سلوفينيا التي أعتبرها المباراة الأصعب والأكثر مصيرية، فإذا نجحنا في هزم سلوفينيا، سنكون قد وضعنا خطوة عملاقة باتجاه التأهل للدور الثاني. * * بعضهم يقول بأن مستوى المنتخب الحالي بعيد تماما عن مستوى منتخبي 82 و86؟ * لن أبالغ إذا قلت بأننا في 82 ومن حيث الفرديات كنا أحد أحسن المنتخبات المشاركة في المونديال، فالجزائر كانت محظوظة وهي تضم في صفوفها لاعبين موهوبين من قامة بلومي وماجر وعصاد وفرڤاني ومرزقان وڤندوز وزيدان * ومنصوري وغيرهم، لكن هذا لا يعني أن منتخب 2010 أقل مستوى فهو بدوره يضم لاعبين كبارا ومحترفين ينشطون في أحسن البطولات الأوروبية، وكما وضعنا الثقة في منتخب 82 علينا أن نضع الثقة في هؤلاء الشباب، وهي ليست ثقة عمياء لأن ما حققوه من إنجازات ليس بالشيء القليل. * * خيارات سعدان التقنية والتكتيكية لا تلقى إجماعا لدى التقنيين الجزائريين؟ * ليس هناك مدرب واحد في العالم تلقى خياراته إجماعا، نصيحتي فقط أنه إذا كانت لدى البعض حسابات شخصية فعليهم تأجيلها إلى بعد المونديال. * * أين سيتابع نورالدين قوريشي مباريات المنتخب الوطني في المونديال؟ * في جنوب إفريقيا طبعا، سأكون إلى جانب اللاعبين والطاقم الفني، علمتني التجربة بأن الدعم النفسي في مثل هذه الحالات أكثر من مهم. * * كلمة أخيرة لسعدان * أتمنى له الكثير من التوفيق والشجاعة أيضا وأتمنى أن يحقق نتائج أحسن من تلك المحققة في 1986 . المهمة ليست سهلة صدقوني.