كشف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الأربعاء، أنه طلب من الديوان الوطني للإعلام والثقافة تحسين الإدارة الاقتصادية لمهرجاني تيمقاد وجميلة مع إمكانية تقليص عدد الأيام والتكلفة المالية مراعاة للوضع الاقتصادي العام. وقال ميهوبي، لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" بالقناة الإذاعية الأولى، إنه ترك الحرية للديوان من أجل اتخاذ القرار وفقا لقدراته المالية المتعلقة بالتسيير والإدارة لهاذين المهرجانين الثقافيين. وشرح ميهوبي "الضرورة الملحة للمرور إلى مرحلة تأمين مداخيل هذين المهرجانين وذلك بالذهاب إلى بيع المنتوج الفني والبحث عن ممولين للمحافظة عليهما كتقليد فني وثقافي في بلادنا". ولدى حديثه عن البرنامج الثقافي المسطر خلال شهر رمضان والصائفة، أوضح وزير الثقافة أنه أعطى تعليمات بضرورة التنويع والاهتمام أكثر بالمناطق الداخلية التي لا تتوفر على فضاءات فنية كالقرى و البلديات لتنشيط الثقافة فيها لأن هناك إشباع ثقافي في الولايات الكبرى، بحسب الوزير. ووجه ميهوبي في هذا الصدد دعوة إلى المؤسسات الخاصة من أجل المشاركة في تنويع الفعل الثقافي، قائلا "الوزارة لا تحتكر النشاط الثقافي، فنحن نشجع مبادرات متعهدي تنظيم الحفلات والمهرجانات الثقافية وهم مدعوون لمرافقة القطاع العام في تنشيط السهرات الرمضانية وإقامة حتى المهرجانات". من جهة أخرى، أعلن وزير الثقافة، عن الشروع في التحضير لمراجعة قانون التراث الثقافي 98/04 من أجل تحيينه وإدخال بعض الإضافات الجديدة عليه استجابة للقيمة التي أضحى يحظى بها التراث من قبل سلطات الدولة باعتباره روح الهوية الوطنية. وقال ميهوبي، إن تظاهرة "شهر التراث" كانت فرصة لتقويم الأداء والعمل على تحسينه وذلك بإشراك المجتمع المدني والاستفادة من ملاحظاته، مضيفا أنه وبالرغم من قلة الإمكانات المادية والبشرية إلا أن هناك مجهودات كبيرة تبذل عبر كل المواقع والمعالم الأثرية في بلادنا والمقدر عددها بالألف موقع ومعلم من أجل المحافظة عليها وحمايتها. وأكد الوزير أن مسألة حماية التراث تعتبر الدور الأساسي للوزارة الوصية وهي تعمل على حمايته كترميم الآثار وصيانتها، مشيدا بدور عديد المؤسسات الثقافية في تثمين وحماية الموروث الثقافي المادي وغير المادي. ودعا ميهوبي إلى الترويج إلى ما تختزنه الجزائر من مواقع أثرية نادرة لاسيما تلك العائدة إلى العهد الروماني، وقال "من المهم جدا استهداف السياح المهتمين بالسياحة التاريخية"، مردفا "بلادنا تكتنز ما يفوق نصف الآثار الرومانية المتواجدة عبر العالم" وهي بالفعل تستحق الترويج. ودعا وزير الثقافة إلى تفعيل دور المرشد السياحي في بلادنا بإدراج هذا التخصص في معاهد التكوين المهني على اعتبار أنها حلقة هامة في الاقتصاد السياحي، مناشدا وكالات السياحة إلى الانخراط في هذه العملية من خلال التنسيق مع المؤسسات الثقافية للترويج للمواقع النادرة المتواجدة بالجزائر. وفي إطار حماية الآثار من الاعتداءات والسرقة، ثمن ميهوبي مجهودات ودور المؤسسات الأمنية في محاربة ما وصفه "الإرهاب الثقافي"، مشيرا إلى إحباط محاولات لتهريب الآثار وجزء مهم من الذاكرة الوطنية التاريخية يتمثل في 10 آلاف قطعة أثرية من مختلف الأنواع 90 بالمائة منها نقود قديمة. وذكر الوزير من جانب آخر، بأهمية التعريف بمجهودات السلطات العمومية المتعلقة بالحماية والتصنيف على المستوى الدولي للموروث الثقافي المادي واللامادي الجزائري للاعتراف بخصوصيته على غرار تسجيل الشدة التلمسانية المتعرف بها حاليا في اليونسكو.