اعترف المخرج جعفر قاسم، في حوار حصري خص به "الشروق "، أن بعض مواضيع حلقات الجزء الثاني من "عاشور العاشر2" ستتفوق على حلقات الجزء الأول، خاصا بالذكر حلقات: "الديمقراطية"، "حقرة النسا"، "حريم السلطان" وصولا ل"بكالوريا 2" التي ستبث على مدار ثاني وثالث أيام رمضان. لافتا بأن اتساع الوقت والتحضير الجيد للسلسلة مكّنه وفريق العمل من إتقان العمل. "الشروق اليومي" زارت "قاسم" في خلية مونتاج "عاشور العاشر2"، وحاورته عشية بث أقوى أعمال رمضان التي تراهن عليها قناة "الشروق العامة" وينتظرها المشاهدون بشغف.. فكانت هذه التفاصيل الحصرية. ساعات فقط تفصلنا عن بداية عرض "عاشور العاشر2" على "الشروق العامة".. هل سيكون أقوى من الجزء الأول كما تردد في الكواليس؟ نأمل ذلك فعلا، لأننا أخدنا هذه المرة وقتا أطول في الكتابة والتحضير، إنما الحكم في الأول والأخير هو للمشاهد الذي سيعطينا العلامة في آخر الحلقات. لو سألتني عن رأيي كمخرج وقائد لهذا العمل، فأكيد أصنف بعض الحلقات بالنظر للمواضيع والمحتوى بأنها حلقات قوية جدا. ولا تنسى أننا استغلينا الوقت وغياب السلسلة لقرابة سنتين في إنشاء "ورشة سيناريو" كانت مهمتها طرح أفضل الأفكار والمواضيع، وإن شاء الله النتيجة ستعجب المشاهد الكريم.
هل صحيح أنكم استغرقتم قرابة السنة في كتابة العمل؟ ليس سنة بالضبط، إنما حوالي 8 أشهر، حيث بدأنا الكتابة في أواخر ماي 2016 وأنهيناها في ديسمبر من نفس العام. علما أن ورشة كتابة السيناريو ضمّت حوالي ثمانية أعضاء، منهم كتاب وصحفيون وممثلون، بالإضافة لشباب ليس لهم أي علاقة بميدان التأليف استفدت من أفكارهم.. كنا نبدأ الكتابة صباحا وننهيها في المساء.. نتفق ونختلف وأحيانا نتشاجر لنخرج بفكرة، وهذا هو الجميل والممتع في عمل الورشة.
هذا عن الكتابة وصياغة الأفكار، ماذا عن الحوار والسيناريو؟ بالنسبة لورشة الحوار، فهي ضمّت فريقا أصغر اشتغل على مدار نحو الشهرين.. لأن الكتابة عندما تكون مستوية ومضبوطة لا يحتاج الحوار لأكثر من كاتبين اثنين بالإضافة إلى بعض المساعدين، ثم سأقول لك شيئا مهما.
تفضل.. رغم أننا أنهينا الكتابة كليا وباشرنا التصوير بعدها، إلا أننا وأثناء التصوير كنا نضيف بعض الجمل ونرتجل بعض الحوارات التي من شأنها أن تضيف للمشهد.. وذلك لأننا بصدد عمل فكاهي، عكس الدراما التي لا تحتاج لتوابل إضافية. ولعل الميزة هذا العام في "عاشور العاشر2" أن الحلقات ليست فكاهية فحسب، بل هناك جرعات من الدراما سنكتشف فيها لماذا عاشور العاشر هو سلطان المملكة وليس شقيقه مثلا؟؟.. ضف إلى ذلك، أننا وفي الموسم الثاني من السلسلة، سندخل في قلب الأحداث ونشهد تصاعدا كبيرا في الأحداث والصراعات التي ستوّلد الكثير من المواقف الفكاهية.
من وجهة نظرك.. ما أقوى الحلقات التي ستشد المشاهد في رأيك ولماذا؟ أتصوّر حلقة "الديمقراطية" التي سنتطرق فيها للانتخابات ستكون من الحلقات المميزة جدا، ذلك أن المحتوى الخاص بها سيضم الكثير من الإسقاطات.. (يصمت قليلا قبل أن يضيف): الكل يعرف أن عاشور العاشر مديون ولا يملك المال الكافي، تضطره ظروفه للذهاب إلى البنك العالمي للاستدانة بعد ما تنتهي سيولته النقدية، فيذهب إلى أحد "المماليك" للاستدانة منهم، لكنه يفاجأ بأحدهم يشترط عليه إرساء مبدأ "الديمقراطية" والتداول على الحكم في مملكته، وهنا سنرى كيف سيتصرف عاشور.. طبعا الحلقة فكاهية بامتياز، لكنها لا تخلو من الرسائل التي سيكون على المشاهد حل شفرتها.. وأتصور هذا هو هدفنا من إنتاج هذه السلسلة: زرع الابتسامة وتوعية المتفرج في آن واحد.
ماذا عن الحلقات الأخرى، شوّقتنا لمعرفة المزيد عنها؟ حلقات "عاشور العاشر2" لن تكون سياسية فقط، بل هناك حلقات سنرصد فيها ظواهر اجتماعية متفشية في مجتمعنا الحالي بأثر رجعي، كالحلقة التي خصصناها للمرأة بعنوان "حقرة النسا"، وهي من ضمن الحلقات التي ستبث في الأسبوع الأول من رمضان. كذلك لدينا حلقة خاصة ب"حريم السلطان" وأخرى تحمل عنوان "البكالوريا 2" (نقاطعه)
أكيد سيتزامن بث هذه الحلقة مع امتحانات البكالوريا؟ العكس هو الصحيح، سنبثها خلال الأسبوع الأول من رمضان، وتحديدا يوم الثاني والثالث منه. لا نريد أن نعطي صورة أو طاقة سلبية للممتحنين، كما أردنا تجنب أي تأويلات!! علما أن الحلقة ستكون خلاصة لما عشناه وعاشه أولياء التلاميذ خلال السنوات الماضية.
كنت من بين من حضروا حفل الإعلان عن الشبكة البرامجية لقنوات الشروق TVمؤخرا، صراحة ما الذي لفت انتباهك في الشبكة؟ مبدئيا، شبكة هذا العام متنوعة وهذا مهم جدا للوصول إلى كل أفراد العائلة الجزائرية.. فهي تحوي الدراما والفكاهة والبرامج المنوعاتية. أنا كشريك في هذه الشبكة يهمني جدا أن تكون "الشروق" في الريادة، ثم هنالك أمر مهم جدا وهذا ليس من باب التطبيل أو المجاملة: السيد علي فضيل مدير مجمّع "الشروق" شخص يشجع الإنتاج الوطني وبابه مفتوح للجميع، بمن فيهم الشباب الطامح للتخصص في المجال الفني، وهو الأمر الذي سمح للجميع بأن يعمل ويقدم أفضل ما لديه من أفكار وانتاجات.
بعين المخرج.. نريد أن تسّمي لنا بعض البرامج والإنتاجات التي تتوقع لها أن تحقق صدى عند المشاهد؟ من ضمن "البروموهات" التي شاهدتها ولفتني محتواها برنامج الكاميرا الخفية "الواعرة" لريم غزالي وشمسو ديزاد جوكر أتصور ستعطي نتيجة جميلة. كذلك الدراما التركية التي ستقدمها قنوات "الشروق" خلال الشهر الفضيل أراها منتقاة بعناية.. حصة "راب نيوز2" لمحمد يبدري من الأعمال التي أتوقع بأنها ستلفت الأنظار. أما بالنسبة لجماعة "ناس السطح" فأتمنى عليهم أن يحافظوا على نفس مستوى المواسم الخمسة السابقة.
تقصد سقف الحرية؟ نعم، وكذلك الجرأة في التناول، لأنهم متميزون جدا في هذا الملعب، وهذا ما جعل برنامجهم من أكثر البرامج مشاهدة في المواسم الرمضانية السابقة. إضافة إلى حسن اختيار المواضيع، بهذا الشكل أتوقع أن يكون النجاح والتألق حليفهما.
تقدم في "عاشور العاشر2" وجوها جديدة منها الممثل الواعد أحمد زيتوني (الأمير لقمان)، ماذا تخبرنا عنها؟ أولا، معروف عن جعفر قاسم أنه مكتشف وداعم للوجوه الجديدة، فقبل سنوات قدمت سهيلة معلم في "جمعي فاميلي" كوجه جديد واليوم أضحت ممثلة معروفة وتلعب أدوار بطولة.. في هذا الجزء من "عاشور العاشر" نحن مستمرون في الدفع بالوجوه الجديدة وإعطائها فرصة.. منها ممثل من تيارت أتصوّر بأنه سيكون قنبلة واكتشاف المسلسل سيجسد دور "رجلاوي"، كما سنشاهد عددا من الوجوه النسائية الجديدة في دور "جواري"، كذلك هنالك وجه جديد سيجسد دور الملكة "جواهر".
كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟ أتمنى النجاح ل"عاشور العاشر2"، لأننا تعبنا جدا في وصوله للمشاهد بالصورة التي سيرونه عليها.. والتعب هذا الموسم كان مضاعفا: 8 أشهر كتابة.. شهران تحضير وقرابة 3 أشهر تصوير.. كما عملنا مجهودا إضافيا وكبيرا في الديكور، أيضا تصميم جل الملابس التي سترونها هو بأنامل جزائرية.. جهد أيضا في الصورة وفي سرد القصة.. كل ما نأمله ونتطلع إليه أن جهدنا يصل للجمهور وتظهر ثماره في أول أسبوع.