هاجم دعاة ومؤسسات دينية سعودية رسمية، دولة قطر، على خلفية الأزمة السياسية بين البلدين، والتي بدأت فصولها بقع العلاقات الدبلوماسية بينهما، بسبب ما تعتبره الرياض "مؤامرات قامت بها الدوحة في حقها وحق جيرانها البحرين والإمارات العربية المتحدة، وتهديدها لأمنها القومي". ونشر الداعية السعودي المعروف محمد العريفي، سلسلة تغريدات على تويتر، يتهكم فيها على قطر، وينتصر للإجراءات المتخذة من المملكة ضد القطر، وكتب" شكر الله لخادم الحرمين وفقه الله حرصه على جمع شمل الأسر القطرية والسعودية، رغم التجاوزات القطرية، في مجالات سياسية، واجتماعية، واستخباراتية". وفي أخرى شدد على ضرورة الوقوف إلى جانب بلده في خصومتها، قائلا "أقول لإخوتي وأبنائي لا حياد ضد من يكيد للمملكة التي شرفها الله بمهبط الوحي وقبلة المسلمين والجهاد بالكلمة دفاعاً عن وطننا في المرحلة واجب"، وفي ثالثة خاطب القطريين "أدعو الإخوة بقيادة قطر لانتهاج سياسة صادقة بتعاملها مع السعودية وكافة الدول وفتح صفحة جديدة قوامها صدق التعامل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية"، وتابع بأخرى "يا إخوتنا قيادة قطر تعالوا إلى كلمة سواء، فما زلنا نرجو فيكم الخير، فلا تعينوا الشيطان على أنفسكم، ولا يأخذكم في استمراركم بسياسة غير واضحة". على نفس النحو غرد الداعية عائض القرني على تويتر" كلٌ يُحب وطنه، فكيف إذا كان الوطن مهبط الوحي، ومهد الرسالة، ومسرى رسول الهدىصلى الله عليه وسلم، ومُتَنزّل جبريل، وقبلة المسلمين؟"، وفي أخرى كتب صاحب الكتاب المشهور لا تحزن"ديننا ووطننا وقيادتنا وشعبنا خط أحمر لا يجوز المساومة عليه ولا التهاون فيه "، ليختم"اللهم وفق وانصر قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين ونائبيه المحمدين واجمع شملنا واكفنا شر من فيه شر". من جانبها دافعت هيئة كبار العلماء في السعودية، عن موقفها من حكام المملكة، في مواجهة الاتهامات التي تطاردها بأنها "خانعة" وأنها تجسد فكرة "علماء البلاط"، وأكدت على ثبات مواقفها، وكتب على موقعها في تويتر" المملكة العربية السعودية تأسست على الكتاب والسنة، ونحن مع ولاة أمرنا في كل ما يرونه مصلحة للبلاد والعباد، وهذا مقتضى البيعة الشرعية"، وفي تغريدة أخرى"القرارات الأخيرة التي اتخذت بحق دولة قطر، مبنية على الحكمة والبصيرة، وفيها فائدة للجميع، لإخواننا القطريين قبل غيرهم". ووجدت الدوحة من "يدافع" عنها، وكالعادة جاء الدفاع من الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، حيث قال نائبه المغربي احمد الريسوني في مقابلة لوكالة الأناضول التركية "من المستحيلات طرد دولة قطر للإخوان المسلمين أو حركة المقاومة الإسلامية حماس، أو إغلاق قناة الجزيرة"، وتوقع أن تقوم قطر بما سماه "بعض التغييرات الظرفية والمحدودة"، لكنه قال إنه لن تكون هناك تغييرات جوهرية في سياساتها. وأكد أن الدور التركي حال دون تدهور الأزمة الخليجية، والتي كان يَتوقّع أن تشهد اجتياحا لقطر، ما لم يتم احتواؤها، وأعرب عن "اندهاشه واستغرابه" لقرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة الدوحة، ووصفه ب"المبالغة في الغلو والعداء". واعتبر الريسوني أن هذه الدول "لم يعد بإمكانها القيام بأكثر مما قامت به مع قطر"، وأنه لم يبق أمامها إلا التراجع، وأوضح: "كانت هنالك مخاوف من اجتياح عسكري سعودي إماراتي، سعودي بالدرجة الأولى، لكن هذا الاحتمال أبطلته تركيا في اليوم الأول". لترد قناة العربية السعودية، بتقرير تهكمي واتهامي في حق الاتحاد، وكتبت عنه في مقال عنونته به" اتحاد المسلمين أداة سياسية بيد القرضاوي"، جاء فيه" بهدف سامٍ وشعارات براقة تم تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2004 برئاسة رجل الدين المصري القطري يوسف القرضاوي الذي تم تصنيفه إرهابياً مؤخراً من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، غير أن الاتحاد سرعان ما تحول لأداة سياسية في يد القرضاوي ومن خلفه قطر يزج بها في خلافات في دول عربية وإسلامية مختلفة، بل تحول إلى منصة دعائية للحكومات الداعمة لتيار الإسلام السياسي الإخواني تحديداً".