أضحت قاعات الطعام الوجهة الجديدة لأعراس وأفراح العائلات الجزائرية. فجلها هجرت قاعات الزفاف بعدما بلغت أسعار خيالية دون أدنى خدمات، فقط قاعات بطاولات وكراسي محطمة مفضلة تنظيم حفل العشاء في هذه المطاعم التي تحتوي على العديد من الامتيازات، كالطباخين والنادلين والنادلات وغاسلي الأواني.. وهو ما يوفر أريحية كبيرة لأصحاب العرس. "الشروق" تجولت في بورصة المطاعم، في ما يخص الأسعار ونوعية الخدمات التي تقدمها. غزت إعلانات قاعات الإطعام في الأعراس والمناسبات العائلية مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإعلانات.. ومع استشراء هذه الموضة الجديدة وتسجيل إقبال كبير من العائلات عليها، ونظرا إلى ما تدره من عائدات مالية ضخمة جراء كرائها، أصبحت العديد من المطاعم تقدم هذه الخدمة لزبائنها مع اختلاف طفيف في الأسعار. ومن خلال جولتنا في العديد من المطاعم بالعاصمة وجدنا الأسعار تتراوح بين 8 و15 مليون سنتيم، وتوفر الأواني والعاملين ليظل الطباخ اختياريا بالنسبة لأصحاب العرس. فهناك من يفضلون تحضير طعام الزفاف بأنفسهم وهناك من يستعينون بالطباخ الذي يحدد قائمة المشتريات حسب نوعية الطعام التي ستقدم للمدعوين. يقول لنا صاحب قاعة طعام بدرارية: "هذه القاعات سحبت البساط من أصحاب قاعات الأعراس التي تؤجر بأثمان خيالية حرمت الفقير حتى من الفرح. وعن أسعار كرائها، يضيف: بداية من 8 ملايين سنتيم حسب التي يود أهل العرس الاستفادة منها بطباخ أو من دونه، وتحتوي القاعة على أوان، نادلين ونادلات وغاسلي أوان ليبقى الطباخ اختياريا.. لكن الاختلاف في هذه القاعات في العدد، فغالبا ما يكون محدودا، كما لا يسمح فيها بالموسيقى". ومن خلال تفحصنا بعض الإعلانات لقاعات الطعام منها قاعة "مسك الليل" بعين النعجة، تتوافر على 4 نادلين، 4 نادلات، 2 مسيري القاعة، عون استقبال، حظيرتين للسيارات، طباخ مع فريقه. وقد علمنا أن سعر الكراء 11 مليونا، وفي حال استغناء أصحاب العرس عن الطباخ فينخفض الثمن إلى 85 ألف دينار جزائري، مع الإبقاء على جميع طاقم الخدمات السابق. وبإمكان الراغبين في الاستئجار تذوق طعام الطباخ عند معاينتهم القاعة، وبعد الاتفاق على نوعية الأطباق وعدد المدعوين يمنح الطباخ قائمة بالمشتريات على أصحاب العرس جلبها صبيحة العشاء. ويلعب عدد القاعات دورا مهما في السعر، فهناك قاعات من طابقين تحتوي على قاعتين إلى ثلاث قاعات منفصلة عن بعضها تكون مخصصة للنساء وأخرى للرجال، وهناك أخرى كبيرة ويتم تقسيمها إلى جهتين، واحدة للنساء وأخرى للرجال. وفي حال كانت عائلة العروس هي الجهة المنظمة للعشاء فتنتهز الفرصة لتتصدر عروسهم، فتلبس ثوبين أو ثلاثة ويكون في الغالب عبارة عن فستان أبيض قصير أو طاقم مع "كاراكو عاصمي" ثم قفطان مغربي. وبذلك تضرب عصفورين بحجر واحد. كما توفر أخرى خدمات تزيين الطاولات ووضع الديكور ويكون السعر مدرجا ضمن الثمن الإجمالي للقاعة.