ستراجع مندوبية السلامة المرورية، آليات تكوين السائقين باعتماد نظام "ملتميديا" لاجتياز امتحانات تعليم السياقة معمول به في عدة دول أوروبية، بغية تعزيز التكوين النظري للمترشحين، على أن يتم استحداث صندوق للاستثمار في مجال السلامة المرورية من أجل تمويل مشاريع مماثلة للتقليص والحد تدريجيا من إرهاب الطرقات، اذ تشير الإحصائيات إلى أن الحاصلين على رخصة سياقة ما بين 2 إلى 5 سنوات الأكثر تورطا في ارتكاب مجازر الطرقات. وخلال عرض حصيلة السداسي الأولى لحوادث المرور، كشف مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق نايت آيت حسين، أمس، في رده على سؤال "الشروق"، عن مراجعة منظومة تكوين السائقين الذي يعد ملف ذي أولوية قصوى على مستوى مندوبية السلامة المرورية، من خلال اعتماد آليات حديثة لاسيما في الجانب النظري الذي يخضع له المترشح، مؤكدا أن إطلاق مشروع نظام "ميلتيمديا" لاجتياز امتحانات النظرية ستكون أولى خطوات تعزيز منظومة التكوين على مستوى مدارس تعليم السياقة. وأبرز المتحدث صعوبة تمويل المشروع في الوقت الراهن من قبل خزينة الدولة، مشيرا إلى استحداث صندوق للاستثمار في مجال السلامة المرورية يستمد عائداته من الغرامات الجزافية المترتبة عن حوادث المرور واشتراكات وكلاء السيارات، بغية الاستثمار في مشاريع من شأنها أن تقلص حوادث المرور وتجنب تكبد خزينة الدولة سنويا خسائر بشرية ومادية جسيمة، في مقدمتها مشروع نظام "الميلتميديا" لاجتياز الامتحانات النظرية لرخصة السياقة . كما أوضح المتحدث أنه تم الشروع في تطبيق شهادة الكفاءة المهنية أو شهادة التأهيل لقيادة بعض أصناف من المركبات، كشاحنات الوزن الثقيل ومركبات نقل المواد المتفجرة والخطيرة، وذلك على مستوى مؤسسات النقل العمومية كمرحلة أولى، على أن يتم تطبيقه تدريجيا على مؤسسات النقل الخاص، وهي الشهادة التي تلزم صاحب المركبة بتلقي تكوين إجباري إضافي للحصول على شهادة تأهيلية لقيادة مركبة معينة. وتشير الأرقام والإحصائيات الخاصة بالسداسي الأول من سنة 2017، إلى انخفاض نسبي في حوادث المرور مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية بنسبة 13.20 بالمائة، لاسيما خلال شهري جانفي وفيفري، حيث تراجع عدد الوفيات ب224 شخص، اذ تم تسجيل 1695 وفاة مقابل 1919 خلال السنة الماضية، فيما تبقى الحصيلة المسجلة خلال شهر مارس النقطة السوداء نظرا لحوادث المرور المأساوية المرتكبة. أما فيما يتعلق بنوعية المركبات الأكثر تسببا في حوادث المرور، جاءت المركبات السياحية في المرتبة الأولى بنسبة 72 بالمائة من الحوادث، بالإضافة إلى الدراجات النارية التي أصبحت مصدرا للقلق رغم أن نسبة تمثليها في الحظيرة الوطنية لا يتجاوز 0.51 بالمائة، إلى أنها تسببت بنسبة 12 بالمائة من الحوادث . وتوضح ذات الأرقام أن السائقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 36 سنة، وكذا الذين لم يتجاوزوا خمس سنوات عن حصولهم على رخصة السياقة، الأكثر تورطا في الحوادث، فيما سجل عامل الإفراط في السرعة نسبة 25 بالمائة من حوادث المرور.