أعلنت منظمة الصحة العالمية، الإثنين، أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن بلغ أكثر من نصف مليون حالة منذ بدأ الوباء قبل أربعة أشهر، مشيرة إلى أن المرض حصد أرواح 1975. وقالت المنظمة إن عدد الإصابات اليومية الجديدة قد انخفض مؤخرا إلا أن خمسة آلاف شخص يصابون بالعدوى يوميا. وقد انتشر المرض بسبب تدهور أوضاع النظافة والصرف الصحي وانقطاع إمدادات المياه. ويحرم أكثر من 14 مليون شخص من إمدادات المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي وجمع القمامة في اليمن. وينتقل مرض الكوليرا عبر استهلاك المياه أو الطعام الملوث. ولا يعاني معظم الذين يصابون بالعدوى من أية أعراض وبعضهم يعاني من أعراض خفيفة، لكن المرض قد يفتك بالمصاب خلال ساعات في حال ترك بدون علاج. وتواجه المرافق الصحي في اليمن صعوبات في التعامل مع العدوى، حيث أن نصفها معطل بسبب الاضرار التي اصابتها خلال أكثر من سنتين من النزاع بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين. وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك نقصا حادا في الأدوية وإن 30 ألف شخص من العاملين في القطاعي الصحي لم يتقاضوا رواتبهم منذ حوالي سنة. وقال دكتور تيدروس غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن عمال القطاع الصحي في اليمن يعملون في ظروف مستحيلة، وسط شح في الأدوية والماء النظيف ونقص في المستشفيات. وأضاف غبريسوس أن موظفي قطاع الصحة هم عماد حملة مكافحة الكوليرا، وطالب بدفع رواتبهم حتى يتسنى لهم الاستمرار بلعب الدور المنوط بهم. وتحاول المنظمة وشركاؤها إقامة عيادات خاصة بعلاج الكوليرا وإعادة تأهيل المنشآت الصحية وتوفير العلاجات. ويشفى أكثر من 99 في المئة من المصابين الذين يحظون برعاية صحية. وحث دكتور تيدروس الفرقاء المتنازعين في اليمن على إيجاد حل سياسي، وقال "الشعب اليمني لا يحتمل أكثر من ذلك. هو بحاج للسلام لإعادة ترميم حياته".