انتشر مؤخرا سلوك قرمشة البذور المملحة، من طرف الأطفال والشباب، خاصة بذور دوار الشمس، وذلك بسبب سهولة تقشيرها وانخفاض ثمنها، فسعر الكيس الواحد لا يتعدى 10 دج، وهو ما جعل الشخص يقتني قرابة 5 أكياس دفعة واحدة، ويجلس رفقة أصدقائه في مجموعات في الأحياء أو على الشواطئ أو على شرفات المنازل، ويشرعون في الأكل ورمي القشور في الهواء، دون تكليف أنفسهم عناء وضعها في أكياس ورميها في القمامة. ظاهرة القشور المنتشرة في كل مكان، أثارت استياء كثير من المواطنين، لمساهمتها في تشويه الشوارع ووسائل النقل، فالمسافرون في الحافلات أو في "الميترو" أو "ترامواي" صاروا يشغلون أوقاتهم بقرمشة البذور، ثم يرمون مخلفاتها على الكراسي بعد نزولهم. أما الكارثة الأكبر فنجدها على الشواطئ، فبدل شرب الشاي وشراء "البينيي" كما تعود عليه الجزائريون، صاروا يأخذون معهم أكيسا من البذوزر المملحة، لتناولها على الشاطئ، أما المخلفات فيقومون بردمها تحت الرمال في سلوك غير حضاري، وهو ما يهدد بخطر تعرض الأطفال الذين يلعبون على الشاطئ لجروح باليدين أو القدمين، خاصة وأن قشور البذور حادّة نوعا ما. الظاهرة جعلت المواطنين يناشدون الشركات المصنعة لهذا النوع من البذور، خاصة وأن غالبيتها مؤسسات محلية، على تدوين ملاحظات تطلب من المستهلكين رمي القشور في سلال القمامة. إلى ذلك يحذر المختصون في التغذية من ظاهرة الإفراط في تناول البذور المملحة، خاصة لنبات دوار الشمس، لأنها تزيد من وزن مستهلكها، لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، لاسيما للأشخاص الذين يعانون من السمنة، ويسعون لفقدان الوزن الزائد. ومع ذلك، أكّدت خبيرة التغذية آمال مجدوب ل"الشروق"، أن بذور دوّار الشّمس تحمل الكثير من الفوائد الصحيّة للجسم، فهي تتكون من نسبة 90 بالمائة من الزيوت المشبعة، وهي غنية بالبروتينات والألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة، وتحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب والشّرايين ومضادات الالتهاب، وبعض أنواع السّرطان، كما أنها مصدر غني بمركبات الستيرول النباتيّ الذي يخفض خطر الإصابة بسرطان الثّدي. وتؤكد المختصة أن بذور دوار الشمس تحمي الشعر والبشرة، وهي غنية بفيتامين (ه)، وحمض الفوليك، والفيتامين ب1، فيتامين ب2، والحديد، كما أن زيت بذور دوّار الشّمس يعالج الإمساك والجروح.