أدى افتقاد ولاية بجاية على غرار معظم ولايات الوطن إلى منهجية وخطط علمية في تسيير النفايات، رغم وجود منظومة قانونية تعنى بالأمر لكنها ظلت مجرد حبر على ورق، وهو الأمر الذي حول مخارج المدن والغابات والوديان والعديد من الأحياء بهذه الولاية إلى ما يشبه المفرغات العمومية، في وقت يعرف فيه هذا المجال تطورا ملحوظا في الدول المجاورة، اذ تنتشر في الآونة الأخيرة عبر العديد من المناطق على مستوى تراب ولاية بجاية ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات بمختلف أنواعها، بشكل رهيب والتي أصبحت ظاهرة للعيان، حيث تجد العديد من البلديات صعوبات كبيرة في التخلص من نفايات مواطنيها، المترامية في كل مكان، وهو الأمر الذي أصبح يهدد صحة المواطن ويشكل خطرا على البيئة. فالزائر لهذه الولاية خاصة ونحن في فصل الاصطياف، يصطدم في أول وهلة بمناظر يتندى لها الجبين فرغم السحر الكبير والمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الولاية، إلا أن أكوام النفايات المنتشرة في كل مكان قد شوهت جمال هذه الولاية الساحرة، فبالإضافة الى المفارغ العمومية التي يقال عنها أنها مراقبة لكنها بقيت على مر السنين بمثابة العار، على غرار مفارغ أوقاس وبوليماط وسيدي عيش وأڤريون.. فان مفارغ أخرى عشوائية قد ظهرت كالفطريات على حواف طرقات الولاية كما هو الشأن بالنسبة للطريق الساحلي الذي يربط بجاية بولاية تيزي وزو والذي تحولت حوافه دون سابق إنذار إلى مفرغة مترامية الأطراف، فرغم سحر المنطقة وكثرة الزوار الذين يقصدونها إلا أن ذلك لم يشفع لها وللولاية في شيء حتى أن هذه المظاهر قد شوهت حتى الصور التذكارية التي يلتقطها زوار المكان كونهم أضحوا يجدون صعوبات جمة لالتقاط صورة لهم نظيفة خالية من مشاهد النفايات. معلوم أن بجاية تعد من بين الولايات القليلة التي لا تمتلك إلى حد الساعة أي مركز تقني لردم النفايات، بعد غلق مركز سيدي بوذراهم، في وقت سابق من طرف سكان القرى المجاورة في حين لا تزال مشاريع رسكلة لنفايات مجرد حبر على ورق اذ علمت "الشروق" في هذا الصدد عن برمجة مركزين من هذا النوع بكل من بلديتي أوقاس وتازمالت لكن لا شيء يوحي إلى غاية اللحظة بإمكانية تجسيد المشروعين بسبب الغموض وهي المشاريع التي تضاف إلى عديد المشاريع التي بقيت حبرا على ورق بعدما أصبحت على ما يبدو النظافة وحماية المحيط من بين آخر اهتمامات المسؤولين.