أكد مصدر مطّلع أن الشكل الهندسي لمسجد الجزائر الأعظم سيعرف تعديلات عميقة تتعلق بالبنية الأساسية، وليس الشكل الخارجي فحسب، حيث ستصغّر قاعة الصلاة التي صممت لاستقبال 120 ألف مصلي لتحتضن نصف العدد، إضافة إلى اختصار علوّ الصومعة من 300م إلى نحو 150م. أكد مصدر مقرب من ملف المسجد الأعظم ل"الشروق" أن أشغال الانجاز لن تنطلق مثلما كان مقررا شهر جوان 2010، حيث عرفت كل العمليات التي كان من المقرر إنجازها تأخرا نسبيا مقارنة للرزنامة المضبوطة، أرجعه المصدر لضخامة المشروع وحساسيته وكلفته مقارنة بما سبق وأنجزته الجزائر، إضافة إلى مراجعة التصميم وإدخال التعديلات الهندسية التي تخضع لعدة معطيات . وعليه، أكد المصدر أن اللجنة التقنية التي وضعها رئيس الجمهورية لمراقبة التصميم ومراجعته وفق ما يتماشى والطراز المغاربي والعمارة الإسلامية، أبدت ملاحظاتها مؤخرا بخصوص حجم قاعة الصلاة والمئذنة، التي تفوق كل منهما حجم وطول ما هو موجود في المساجد عبر العالم، حيث اقترح تصغير قاعة الصلاة التي كانت مصممة لاستقبال 120 ألف مصلي لتسع نصف العدد، إضافة إلى مراجعة علو الصومعة الذي كان في التصميم بارتفاع 300م ليصبح عند حدود 150م . وتعود أسباب اللجنة التقنية في مراجعة سعة قاعة الصلاة وصومعة المسجد الأعظم، إلى دراسات مقارنة لشكل المسجد وهياكله وملحقاته بعدد من المساجد داخل البلاد وخارجها، منها مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة، حيث اتضح أن هذا الأخير الذي يتسع ل15 ألف مصلي لا يمتلىء عن آخره، إلا في مناسبات خاصة مثل الأعياد وفي صلاة التراويح، رغم وقوعه وسط مدينة قسنطينة العريقة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، ما يجعل جامع الجزائر الأعظم حسب الملاحظات عرضة لتبقى قاعة الصلاة فيه فارغة، إذا ما أخذ مكان تواجده بخليج الجزائر بعين النظر، إضافة إلى كونه مركبا دينيا لن يعرف تردد المصلين عليه إلا عند انعقاد المؤتمرات والمناسبات الخاصة التي لا تكون مفتوحة للجمهور . كما شكلت المئذنة أو منارة المسجد بعينها، موضوع دراسات متكررة ومستمرة نظرا لعلوها الشاهق الذي يضاهي ناطحات السحاب، وتصميمها في شكل بناية حية تدب فيها الحركة والحياة باعتبارها متحفا من طوابق يستقبل الزوار، ما جعل إعادة النظر في علوها يطرح نفسه بإلحاح، حيث تكون اللجنة قد قدمت مقترحها باختصار العلو في 150م بدلا من ضعفه، ما يحمل معه مخاطر البناء العالي في منطقة زلزالية . ولم يستقر اختيار اللجنة التقنية المكلفة باختيار مؤسسات البناء بعد، منذ تقديم ملفاتها شهر مارس الماضي، وعددها 25 مؤسسة أجنبية و2 منها وطنية، حيث تقوم وزارة الموارد المائية حاليا بتحويل القناة الرئيسية لمياه الشرب التي تزود الجزائر العاصمة انطلاقا من الرغاية مرورا بأرضية المسجد الأعظم، وينتظر أن تنتهي الأشغال شهر جوان الجاري .