تعرف الحركية الاجتماعية خلال هذه الأيام انتعاشا ملحوظا، جراء تراكم العديد من المتطلبات اليومية التي باتت تنهك جيب المواطن البسيط القاطن بمختلف المناطق الجنوبية على اختلاف فئاتهم الاجتماعية. من بين أبرز ما يؤرق المواطنين على مستوى الولايات الجنوبية خلال هذه الأيام، ارتفاع تكاليف فاتورة الكهرباء لاسيما خلال هذه الصائفة التي شهدت ارتفاعا استثنائيا في درجات الحرارة، ما دفع بساكنة هذه المناطق إلى تشغيل المكيفات الهوائية في أغلب فترات النهار بل حتى خلال الفترات الليلية، ما ينعكس على مضاعفة استهلاك هذه الأخيرة، التي عرفت ارتفاعا جنونيا في فاتورتها التي صدمت المواطنين خلال هذه الفترة بعد أن كانوا قد علقوا آمالا واسعة على القرارات التي اتخذتها المؤسسة المعنية خلال الموسم المنصرم التي جاءت عقب الحركات الاحتجاجية التي قام بها سكان مختلف الولايات الجنوبية للمطالبة بتخفيض فاتورة الكهرباء. وما زاد من تأزم وضعية المواطنين البسطاء، تزامن هذه الفواتير ومتطلبات اقتناء أضحية العيد، إلى درجة أن هناك من المواطنين من لم يعد بمقدوره اقتناؤها، نظرا إلى وضعيته المالية الصعبة خصوصا إذا علمنا أن أسعار الأضاحي لهذه السنة عرفت ارتفاعا فاحشا أرجعه الباعة والموالون إلى ارتفاع تكاليف النقل وغلاء أعلاف الماشية. والأمر لا يقف عند هذا الحد فقط، بل يتعداه إلى تكاليف الدخول المدرسي والاجتماعي التي تتزامن بدورها هذه السنة مع عيد الأضحى المبارك، إذ تفرض هي الأخرى على أرباب الأسر اقتناء المحافظ المدرسية والمآزر لكل تلميذ من أفراد الأسرة، الأمر الذي يجعل رب الأسرة متوسط الدخل في وضعية حرجة خاصة إذا كان لديه أكثر من طفلين في الأسرة. وأمام هذه الوضعية الاجتماعية الصعبة التي شكلت ثالوثا أرق ليالي المواطنين البسطاء خلال هذه الأيام التي انعكست آثارها سلبا على مصاريف ميزانية الأسر محدودة الدخل، بات على السلطات المعنية اتخاذ إجراءات استثنائية تتلاءم وخصوصية المنطقة، خاصة ما تعلق منها بتخفيض فواتير الكهرباء في هذه المناطق التي تعرف استهلاكا واسعا في الكهرباء خلال الفترات الصيفية، إلى جانب تشديد الرقابة التجارية على الباعة والموالين حفاظا على استقرار الأسعار الذي ينعكس أثره على القدرة الشرائية للمواطن البسيط.