يهدّد أولياء التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يدرسون في أقسام مدمجة بالخروج إلى الشارع والاحتجاج أمام وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بسبب الوضعية الكارثية التي تواجههم مع كل دخول مدرسي، لا سيما مع غلق عشرات الأقسام عبر مختلف الولايات وبالأخص العاصمة خلال هذا الدخول المدرسي 2017-2018، بسبب انتهاء آجال عقود المدرسين العاملين في إطار شبكة التشغيل الاجتماعي "عقود ما قبل التشغيل". أولياء التلاميذ ندّدوا بالسياسة التمييزية في ضمان حقوق التعليم لأولادهم رغم أن القانون ينص على ضمان هذا الحق ورغم إقرار الوزارة هذا النوع من الأقسام عبر مختلف المؤسسات التربوية منذ عام 2014. واتهم بعض الأولياء، ممن تحدثنا إليهم، مديري المدارس بالتمييز في التعامل بين التلاميذ وسوء استقبالهم. من جهتها، طمأنت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة الأولياء بتسوية الأمور خلال أيام قليلة، حيث أرجع عبد الرزاق مراد عبسي المدير العام لحماية الأشخاص المعوقين وترقيتهم المشكل إلى حصول الأساتذة المتعاقدين لتدريس هذه الفئة على مناصب عمل دائمة في قطاع التربية بعد نجاحهم في مسابقة التوظيف الأخيرة ولا يزال الأمر غير مضبوط إلى غاية الساعة بسبب استدعاء كثير من الأساتذة الناجحين في القائمة الاحتياطية. وكشف عبسي عن تشكيل خلية وطنية تعمل بالتنسيق مع خلايا ولائية وجهوية للوقوف على حجم النقائص والعجز بالتدقيق سترفع تقريرها النهائي في غضون أيام وسيتم على إثر ذلك تقدم الوزيرة إلى الحكومة بطلب لسد العجز والنقص الحاصل حاليا، حيث خاطب الأولياء قائلا: "الأيام المقبلة حبلى بالأخبار السارة فاطمئنوا ولا تقلقوا". وكشف المدير العام لحماية الأشخاص المعوقين وترقيتهم أنّ وزارة التربية ستتولى مع آفاق العام الدراسي المقبل 2018-2019 مهمة تدريس هذه الفئة في الأقسام المدمجة بشكل تام مع تولي مهمة تعيين الأساتذة وإشرافهم على العملية التربوية، حسب ما تم الاتفاق عليه سلفا، وأن العملية أوكلت إلى وزارة التضامن بشكل ظرفي نظرا إلى خبرتها في التعامل مع هذه الفئة التي تقع تحت وصايتها ونظرا إلى النتائج الجيدة التي حققتها مراكز التعليم المتخصصة. وحسب آخر إحصاء حديث للوزارة، قدّمه عبسي، فإنها قد فتحت إلى غاية الآن 533 قسم ولا يزال العمل متواصلا لفتح المزيد منها. وتم خلال الموسم الدراسي الماضي التكفل ب 3585 تلميذ على مستوى هذه الأقسام المدمجة عبر 44 ولاية. وعلّق عبسي على الاختلالات الحاصلة من حين إلى آخر على مستوى هذه الأقسام بالقول إن الطبيعة الاستعجالية لفتح تلك الأقسام هي التي كرست بعض تلك الممارسات وهو مسار كان يجب اتباعه لوضع تلك الأقسام على السكة بعد أن أحصت الوزارة عام 2014 اثني عشر ألف طفل معاق غير متمدرس كانوا مسجلين في قوائم الانتظار ليتراجع العدد بعد ذلك في العام الحالي إلى 6 آلاف و291 طفل ينتظر دوره في الحصول على مقعد دراسي قد يؤهله للاندماج في المجتمع أو المجال المهني إن حقق تطورا وإيجابية في المسار الدراسي. وأضاف محدثنا أن الوزارة تمنح فرص التعليم لهذه الفئة في سن مبكرة جدا تناهز 3 سنوات لتحقيق تجاوب أفضل فكلّما كان التكفل مبكرا كانت الاستجابة أكبر. وقال عبسي إنّ تجربة الإدماج ليست حديثة النشأة فهي تعيش عامها العشرين منذ عام 1996 لتفتح بعدها الأقسام المدمجة للابتدائي في 2014 نظرا إلى تنامي الإعاقة الذهنية وكذا "تريزومي21" والتوحد بموجب اتفاقية بين قطاع التربية والتضامن اللذين اتفقا على توسيع تجربة الأقسام الخاصة لذوي الإعاقة الذهنية الخفيفة الذين يمكنهم متابعة البرنامج الدراسي بمساعدة.