أجلت، أمس، محكمة الجنح لعين وسارة (ولاية الجلفة)، النظر في قضية المتهمين في وفاة المرأة الحامل وجنينها وهم ستة متهمين، ثلاث قابلات يعملن بمستشفيات عين وسارة وحاسي بحبح والجلفة وطبيبة مختصة في أمراض النساء والتوليد تعمل بمستشفى عين وسارة، ومراقب طبي ومدير مناوب يعملان بمستشفى حاسي بحبح، بعد إيداعهم الحبس عن تهم عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر، والقتل الخطأ المفضي إلى الوفاة عن غير قصد والتزوير واستعمال المزور. وقد انطلقت محاكمة المتهمين في القضية وسماع عدد من الشهود منذ الساعة العاشرة من صبيحة أمس، قبل انسحاب زوج الضحية ودفاعه بعد رفض هيئة محكمة عين وسارة في بداية الأمر طلب التأجيل الذي تقدم به دفاع المدعي بحجة عدم توفر المدة الكافية للاطلاع على ملف القضية. وأثناء استجوابهم نفى المتهمون رفضهم التكفل بالضحية وعدم تقديم المساعدة لها، حيث صرحت القابلة العاملة بمستشفى عين وسارة بأنها قامت بفحص الضحية فور قدومها إلى مصلحة طب النساء والتوليد قبل تحويلها إلى طبيب الاستعجالات في ظل عدم تواجد الطبيب الأخصائي في أمراض النساء والتوليد بالنظر إلى أنها تعد ولادتها الأولى، كما أنها تأكدت بأن موعد المخاض لا يزال بعيدا. كما صرحت القابلة العاملة بمستشفى حاسي بحبح رفقة الطبيب المناوب بأنه تم إعادة فحص الضحية والتأكد من أن حالتها لا تستدعي المكوث بالمستشفى كون موعد المخاض لم يحن بعد. ونفت القابلة العاملة بمستشفى الجلفة أن تكون قد رفضت التكفل بالضحية بدليل فحصها والتأكد مرة أخرى من أن المخاض لم يحن وقته بعد. وتواصل الاستماع إلى المتهمين وعدد من الشهود إلى غاية الرابعة مساء، أين طلبت النيابة تأجيل المحاكمة إلى الأسبوع المقبل. وتعود أحداث القضية إلى نهاية شهر جويلية الماضي، بعد وفاة امرأة حامل رفقة جنينها واتهام عائلتها الطواقم الطبية، بالإهمال ورفض التكفل بها. وأكدت عائلة الضحية أنها تقدمت من مصلحة التوليد بمستشفى عين وسارة ورفضت التكفل بها بحجة تواجد القابلة المناوبة في عطلة مرضية، ليتم تحويلها على متن سيارة خاصة إلى مستشفى حاسي بحبح نتيجة عدم وجود سيارة إسعاف، أين تم رفض التكفل بها بحجة أن وقت المخاض لا يزال طويلا، ليتم بعدها نقلها إلى مستشفى الجلفة وتم رفض التكفل بها أيضا، أين اضطر أهلها إلى العودة بها إلى عين وسارة على مسافة 200 كلم، إلى غاية وصولها إلى محطة للخدمات. حيث وضعت مولودها من جنس أنثى ميتة، وتعرضت لنزيف حاد قبل أن تدخل في غيبوبة تامة، إلى أن فارقت الحياة.