عالج، مؤخرا، عناصر فرقة حماية الطفولة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، بأمن ولاية تلمسان، قضية خطيرة، تتعلق بارتكاب الفعل المخل بالحياء، على أطفال، بعضهم في عمره 12 سنة. مع استغلالهم جنسيا تحت طائل التهديد والعنف، وتحريضهم على الفسق وفساد الأخلاق، والتقاط صور ومقاطع فيديو إباحية للتشهير بأصحابها. القضية تعود إلى تاريخ 16 سبتمبر الجاري، أين تقدّم مواطن إلى مصالح الأمن الحضري، مقدما لهم ظرفا بريديا يحتوي على بطاقة ذاكرة، موضحا لهم أنه وجدها عند باب بيته. وعقب معاينة عناصر الأمن للذاكرة، صدموا من بشاعة ما تحتويه، من فيديوهات لتعذيب أطفال وإجبارهم على ممارسة الجنس، فضلا عن فيديوهات مماثلة لاعتداءات جنسية على فتيات من مختلف الأعمار. ليتم تحويل القضية إلى الفرقة المختصة بالأحداث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي فتحت تحقيقات معمقة. حيث كان من الصعب تحديد هوية الجاني، بسبب عدم وضوح صورته في الفيديوهات من جهة، كما أن سجله الإجرامي خال. وتمكنت عناصر الشرطة من تحديد هوية المجرم الرئيسي وهو ط/ط الذي يبلغ من العمر 39 سنة، كما تمّ تحديد هوية ثلاثة من ضحاياه، وهما طفلان يبلغان من العمر 12 و13 سنة على التوالي، إضافة إلى فتاة تبلغ من العمر 20 سنة، حيث ساعد التعرف على الضحايا في الإطاحة بالمجرم، الذي كشف الضحايا بأنه كان يستدرجهم تحت طائلة التهديد نحو منزله، قبل أن يمارس عليهم نزواته الحيوانية، مستعينا بجهاز هاتف نقال من أجل تصويرهم في وضعيات مخلة بالحياء، وهذا من أجل استعمال الفيديو كوسيلة ضغط عليهم، من أجل إخضاعهم له وتكرار نزواته. وهي الخطة التي نجحت على اعتبار أن اعتداءاته الجنسية تكرّرت مع ضحاياه في أكثر من مناسبة، مستغلا في ذلك خوفهم من الفضيحة التي كان يهددهم بها في كل مرة من خلال تلويحه بنشر الفيديوهات الفاضحة التي صوّرها لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو الأمر الذي جعلهم يستسلمون لنزوات الوحش البشري. وتأتي هذه القضية لتدق ناقوس الخطر، حول التفسخ الاجتماعي الذي تعيشه ولاية محافظة مثل تلمسان، خاصة أنه يأتي أياما قليلة عقب ضبط فتاة تبلغ من العمر 14 سنة، رفقة شاب في العقد الثاني من عمره، قام بالاعتداء عليها في شاحنة صغيرة كان يستعملها في ممارسة الرذيلة على طفلة في عمر الزهور.