أثار ظهور الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي في إقليم كردستان العراق يوم الاستفتاء، الاثنين، موجة عارمة من التساؤلات حول طبيعة زيارته وماهية دوره في قضايا المنطقة الملتهبة. يلقبه فلاسفة فرنسيون كباراً ب"الخديعة الثقافية"، ولقبه بعض العرب ب"عراب الربيع العربي"، وتضج مواقع التواصل الاجتماعي بأخباره وهو يتنقل من بلد إلى آخر دعماً لما يتبناه من قضايا على حد قوله، حسب ما نقل موقع "يورونيوز بالعربي". وتداول ناشطون على الشبكات الاجتماعية مقطعاً مصوراً لبرنار ليفي في أربيل، متسائلين عما يفعله ليفي في كردستان في قاعة يصوت فيها نيجيرفان البارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني وعائلته على الاستفتاء الذي جرى، الاثنين. واستخدم رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسماً باسم #برنار_هنري_ليفي، معتبرين أن حضوره استفتاء كردستان على غرار حضوره السابق في جل بلدان "الربيع العربي" ليس إلا لغاية في نفس يعقوب. ويعتبر ليفي من أكثر المثقفين إثارة للجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية والعالمية. فهو"أمير الفراغ" على حد تعبير أحد الفلاسفة ، وهو "عراب الثورات العربية". تغريدة تغريدة تغريدة وصوت إقليم كردستان العراق على الاستقلال في استفتاء تاريخي يريد من خلاله الأكراد فتح باب التفاوض من أجل إقامة دولة يناضلون من أجلها منذ قرن تقريباً، لكنه يهدد باندلاع صراع إثر مطالبة البرلمان العراقي لحكومة البلاد بنشر قوات في المناطق المتنازع عليها. وتنشر نتائج الاستفتاء، مساء الثلاثاء. من هو برنار ليفي؟ ولد برنارهنري ليفي في 5 نوفمبر 1948 في مدينة بني صاف في ولاية عين تيموشنت شمال غرب الجزائر ثم انتقل مع عائلته إلى فرنسا. درس ليفي الفلسفة وتخصص فيها. ويعد مفكراً وفيلسوفاً وأكاديمياً ومنتجاً سينمائياً. ذاع صيته حين كان مراسلاً حربياً في بنغلاديش خلال حرب انفصالها عن باكستان عام 1971. ثم حين دعا إلى تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يوغسلافيا السابقة، في العقد الأخير من القرن الماضي. وفي عام 2006 وقّع بياناً مع 11 مثقفاً (بينهم سلمان رشدي) بعنوان: "معاً لمواجهة الشمولية الجديدة"، رداً على المظاهرات الشعبية التي اجتاحت العالم الإسلامي احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول محمد - صلى الله عليم وسلم - والتي نشرتها آنذاك صحيفة دانمركية. وأصبح ليفي نجم وسائل الإعلام خلال ثورات "الربيع العربي" التي انطلقت من تونس مطلع عام 2011. يذكر أن ليفي زار عدداً من بلدان "الربيع العربي" مثل تونس وليبيا والتقى فيها بالشباب والمفكرين والسياسيين. وفي شريطه السينمائي "قسَم طبرق" الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي الفرنسي خلال ماي 2012، ذكر برنار ليفي أنه كان موجوداً في ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية على نظام مبارك. ألف كتباً كثيرة منها "بنغلاديش والقومية في الثورة" (صدر عام 1973)، و"البربرية بوجه إنساني" الذي ترجم إلى عدة لغات، و"الإيديولوجية الفرنسية" (1981)، و"من قتل دانييل بيرل؟" (2003) تحدث فيه عن جهوده لتعقب قتلة الصحفي الأمريكي دانييل بيرل الذي قتلته القاعدة، و"يسار في أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة" (2008) تكلم فيه عن "سقوط قيم اليسار". و"الحرب دون أن نحبها: يوميات كاتب في قلب الربيع العربي" (الصادر أواخر عام 2011) وفيه يتحدث عما عاشه من يوميات أيام الإطاحة بمعمر القذافي، وفقاً لموقع "يورونيوز بالعربي".