للأسف الشديد، كان الجمهور الجزائري محقا عندما طلب من المدرب الوطني رابح سعدان تنحية قلب الهجوم عبد القادر غزال من التشكيلة الأساسية التي ستمثل المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا 2010، كما لم يخطئ الأنصار الذين تنقلوا إلى ملعب دوبلان منذ خمسة عشر يوما لمشاهدة المباراة الودية للخضر أمام منتخب إيرلندا، عندما أطلقوا أيضا تصفيرات الإستهجان، والتي كانت في الحقيقة تصفيرات الإنذار لما وقع في مباراة أمس أمام منتخب سلوفينيا، والتي لم يعرها أنذاك المدرب الوطني رابح سعدان أي إهتمام، وكانت نتيجتها في النهاية سيناريو لفيلم رعب من بطولة وإخراج الفنان الكبير عبد القادر غزال. * ومهما كانت خيبة الأمل عظيمة على ملايين الجزائريين بعد خسارة أمس المرة، إلا أن غضبهم كان أعظم على ما قام به عبد القادر غزال، ولعلها المرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم يدخل فيها مهاجم مهنته هي التسجيل، لكنه بسبب "غبائه أو حماقته" يقوم بلقطتين مجانيتين في ظرف 15 دقيقة فقط بعد دخوله أرضية الميدان، الأولى دقيقتين بعد إقحامه مكان رفيق جبور في (د58)، يتحصل على إثرها على بطاقة صفراء مجانية، لتليها بعدها بطاقة صفراء ثانية في (د 75) تكلفه الطرد ربع ساعة قبل نهاية اللقاء، ليترك زملاءه منقوصين، ويعرض منتخب بلد بأكمله إلى خسارة أكيدة ترهن كامل حظوظه للمرور إلى الدور الثاني من المونديال. * ومهما يكن، فإن ما قام به عبد القادر غزال في مباراة رسمية، وضمن منافسة كبيرة بحجم نهائيات كأس العالم أمر غير مسموح به تماما من لاعب محترف أثبت من خلال تصرفه أنه بعيد جدا عن ما تعنيه كلمة الإحتراف. والغريب أنه خرج من الميدان غاضبا من قرار الحكم، الذي لم يخطئ في حقه. * ولعل الجميع يتفق بأن لاعب سيينا ومنذ تقمصه الألوان الوطنية لم يأت بالإضافة المنتظرة منه. ولغة الأرقام تتحدث عن إنجازاته مع الفريق الوطني بعد أكثر من ثلاثين مباراة لعبها لحد الآن، سواء خلال التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، أو في اللقاءات التي لعبها في أنغولا خلال نهائيات "الكان" الأخيرة، حيث لم يسجل غزال مع المنتخب الوطني إلا ثلاثة أهداف فقط، الهدف الأول له سجله في ملعب شاكر بالبليدة في المباراة أمام مصر والتي انتهت بنتيجة 3 / 1، فيما سجل هدفه الثاني في المباراة الودية أمام البينين، أما هدفه الثالث فسجله في أمام رواندا وهي المباراة التي فاز فيها الفريق الوطني ايضا بنتيجة 3 / 1 من جهة أخرى، لم تكن أهداف غزال أبدا أهدافا مصيرية بالنسبة للمنتخب الوطني، طالما الأهداف المصيرية كانت تسجل دائما بأرجل المدافعين على غرار ما فعله عنتر يحيى في موقعة أم درمان بالسودان، أو هدف بوغرة في زامبيا. * و من دون شك أن الكثير من المتتبعين يكونون قد لاحظوا أن ما صدر من اللاعب في مباراة أمس أمام سلوفينيا، لم تكن لقطة إستثنائية قد تحدث لأي لاعب في مشواره الكروي، ذلك أن تصرفات عبد القادر كانت دائما غريبة الأطوار، وكان يتميز بنوع من الحماسة الزائدة فوق اللازم.