كرّمت مؤخرا النقابة الوطنية لناشري الكتب الشيخ إبراهيم أبي اليقظان، أول جزائري يؤسّس مطبعة وطنية حديثة في الجزائر، وحضر التكريم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى ومستشار الرئاسة، واللجنة البرلمانية للثقافة، وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية. واعتبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن هذه الالتفاتة الكريمة للشيخ أبي اليقظان نوع من العرفان من جيل الاستقلال، الذي أخذ على عاتقه أن يستحضر هذه الأسماء الكبيرة في مسيرة الجزائر، مؤكدا على أنه عرفان الأمة الجزائرية، الذي لا يوازيه عرفان آخر، وهو رسالة للأجيال؛ حتى تدرك أن كل من يقدّم قيمة مضافة لأمته أو شعبه في جانب معين، يستحق هذا العرفان. مثمّنا في نفس الوقت مبادرة النقابة الوطنية لناشري الكتب على تنظيم هذه الاحتفالية. وأوضح ميهوبي قائلا إن "منطقة غرداية تبقى متميزة جدا في عدة جوانب، لأنها كانت سبّاقة لخدمة النهضة الإصلاحية في الجزائر، وأسهمت بشكل كبير في تطوّر الخطاب الإصلاحي والتربوي والفكري ببلادنا، حيث قدّمت الكثير من الأسماء، لذلك حري بنا أن نستحضر جهود أبنائها من العلماء والمصلحين، الذين حافظوا ودافعوا عن الهوية الجزائرية". وفي معرض حديثه أكد وزير الثقافة أن الشيخ إبراهيم أبي اليقظان واحد من الأسماء الموهوبة في مسيرة الثقافة والفكر والنشر والإعلام في الجزائر، وهو من الأوائل الذين انتبهوا إلى أهمية أن يكون للجزائريين مطبعة خاصة، وبالتالي أسّس المطبعة العربية سنة 1931، وهي السنة التي نشأت فيها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بمعنى أن الحركة الإصلاحية بدأت بالآلة التي تعمل على انتشار أفكارها، منوّها إلى أن أبا اليقظان استفاد من التجربة التونسية في الطباعة أيام كان مقيما فيها، ولكن سرعان ما حوّل هذه التجربة إلى الجزائر، والتف حوّلها كثير من العلماء، في تلك الفترة. وقد عرف البرنامج مداخلة لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور أبو عبد الله غلام الله، مستعرضا جوانب من حياة ومواقف الشيخ أبي اليقظان، كما كانت لحفيد المحتفى به كلمة دعا فيها الجهات الرسمية والباحثين للاهتمام أكثر بإرث الشيخ أبي اليقظان، معلنا استعداد العائلة لتقديم يد العون لكل المهتمين لإنجاز أعمالهم وبحوثهم.