لا يزال سكان قرية عامرة التابعة لبلدية عين الإبل بالجلفة، يعيشون على أمل التغيير والتمكن من العيش الكريم، يسهل لهم الحياة بمنطقتهم النائية التي تفتقد إلى أدنى المرافق الضرورية والذين يعايشون قساوة الطبيعة، برودة الشتاء وحرارة الصيف، طامعون بالتفاتة بسيطة من السلطات المعنية بمساعدة سكان وأهالي القرية. زيارتنا لقرية عامرة كشفت عن جملة من النقائص التي يشتكي منها سكان المنطقة، حيث عبر هؤلاء عن العديد من الانشغالات التي يعتبرونها من أهم ضروريات الحياة في مقدمتها مشكل انقطاع المياه عن منازلهم فارضة على السكان القيام برحلة الألف ميل للحصول على قارورة ماء واحدة، وهي المعاناة التي تفاقمت في فصل الحرارة المفرطة، وأدت بالسكان إلى التنقل الدائم إلى إحدى الينابيع الطبيعية للتزود بالمياه الصالحة للشرب، وفي حديثهم ل"صوت الجلفة"، أكدوا على ضرورة توصيل منازلهم بشبكة المياه حتى يتمكنوا من العيش بطريقة أحسن. ويشتكي سكان قرية عامرة من نقص وسائل النقل من وإلى القرية، حيث عبر العديد من السكان عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء هذه الوضعية التي وصفوها بالكارثية، والتي أصبحت هاجسا يعكر صفو حياتهم اليومية، حيث يضطرون للانتظار ساعات طويلة على حافة الطريق الرئيسي لضمان تنقلاتهم، لاسيما خلال أوقات الذروة، مما يضطر الكثيرين إلى التنقل سيرا على الأقدام تحت وطأة أحوال الطقس القاسية شتاءً وصيفا لما يزيد عن 7 كم للتنقل لمركز البلدية لقضاء حوائجهم. من جهة أخرى، يواجه سكان قرية عامرة، ظروف حياة قاسية جراء غياب المرافق الضرورية للحياة من مركب رياضي للشباب ومكتبة المطالعة وتزويدهم بخدمة الأنترنت ونقائص عدة، لاسيما ما تعلق بالخدمات الصحية، فالمشكلة لاتزال مطروحة رغم الشكاوي المتكررة التي رفعها السكان للمسؤولين المتعاقبين على تسيير أمور البلدية، حيث تفتقر قاعة العلاج بالقرية إلى طبيب يفحص المرضى والذين وجدوا أنفسهم يتنقلون لبلديات مجاورة من أجل الحصول على أبسط الخدمات الصحية لتبقى العيادة المتواجدة بالقرية مجرد هيكل بلا روح. ومن جملة المطالب التي رفعها السكان هو تزويدهم بالغاز الطبيعي، حيث اكتفت المقاولة المكلفة بالإنجاز من حفر خط التوصيل بالمنازل، جاعلة المدينة في خراب أكثر منذ أشهر عدة، ليطالب السكان ضرورة تزويدهم بهذه المادة خاصة أن الأنبوب الرئيسي لا يبعد كثيرا عن قريتهم، إذ يواجهون صعوبات كبيرة في التزود بقارورات غاز البوتان خصوصا في فصل الشتاء الذي تمتاز به المنطقة، ورغم الشكاوي التي تقدم بها السكان إلى المسؤولين، إلا أن الوضع بقي على حاله، ويتطلع السكان من السلطات الولائية أن تنظر لانشغالاتهم وإلى حجم المعاناة التي يواجهونها منذ سنوات طويلة.