تحرّك معارضون للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، لجمع التوقيعات لعقد مؤتمر استثنائي للإطاحة به عشية عقد ما بات يطلق عليه لقاء "الثلاثية الموازية"، بين منتدى رؤساء المؤسسات "الافسيو"، والمركزية النقابية برئاسة سيدي السعيد في محاولة لكسر محاولات ولد عباس لإثبات سيطرته على قيادة الحزب، لاسيما أنه أبدى معارضة شديدة لخوصصة الشركات العمومية. وقد استغل الجناح المعارض للقيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني، تحركات ولد عباس الولائية ولقائه بالأمناء ورؤساء المحافظات، لجمع التوقيعات والمطالبة بمؤتمر استثنائي للإطاحة به، خاصة بعد إعلانه رسميا عقد الدورة العادية لاجتماع اللجنة المركزية يوم 19 مارس المقبل، ليكون بذلك ولد عباس قد قطع الطريق في وجه من يطالبون بمؤتمر استثنائي. وحسب مصادر "الشروق" فقد بلغ عدد التوقيعات 250 صوت، طالب من خلاله معارضو ولد عباس بتنحيته من على رأس الحزب، متهمين هذا الأخير بتسبب بنكسة للحزب والدليل نتائج الآفلان الأخيرة خاصة في التشريعيات الماضية. بالمقابل، رد الأمين العام لحزب جبهة التحرير، على هذه المحاولات بنزول إلى القاعدة، حيث عقد الأسبوع لقاء في ولاية سوق أهراس، للقاء قيادات الحزب وكذا مناضليه بالولاية، في إطار سلسلة خرجات ينظمها ولد عباس، قبل انعقاد اجتماع اللجنة المركزية، حيث يسعى ولد عباس، من خلال هذه الخرجات خاصة في الجهة الشرقية لاستقطاب أكبر عدد من المناضلين وأعضاء اللجنة المركزية المنتمين إلى هذه الولاية، من أجل توسيع دائرة أنصاره تحسّبا للجنة المركزية التي ستنعقد في 19 مارس المقبل، هذه الأخيرة التي ينتظر أن تكون نقطة انطلاقة للحزب ليشرع رسميا في التحضير للرئاسيات. ويستعد الأمين العام للافلان لاستقبال كل من عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية ورئيس الافسيو علي حداد، لمناقشة ملف فتح رأسمال الشركات العمومية المتوسطة. ومعلوم، أن ولد عباس سبق وأن أبدى معارضته بشكل كبير لخوصصة الشركات العمومية، معتبرا القضية "خطا أحمر"، مؤكدا أن الآفلان موجود للدفاع عن القطاع العام والكادحين من الشعب مصرحا: "حزب جبهة التحرير الوطني يدافع عن القطاع العام ولا أحد ينكر وجود تعاون استراتيجي مع القطاع الخاص".