سنعمل على التحضير لمؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة توقع القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني منسق حركة التقويم والتأصيل عبد الكريم عبادة، أن يستجيب رئيس الجمهورية رئيس الحزب لمطلب عقد دورة استثنائية وإنقاذ مصلحة الحزب في غضون الأيام القليلة القادمة، مؤكدا في حديث ل«البلاد" أن أيام ولد عباس باتت معدودة على رأس الحزب بسبب توسع رقعة الموقعين لسحب الثقة منه، إلا أن القرار يحتاج إلى تدخل الرئيس لإنهاء الأزمة داخل البيت العتيد، وسيكون قراره الفيصل في مصير الحزب والتوجه نحو التحضير لسباق المحليات والاستحقاقات القادمة. وأبدى منسق حركة التقويم والتأصيل داخل الأفلان عبادة، تفاؤله بالمساعي التي يقودها عدد من المناضلين والقياديين داخل الحزب من أجل سحب الثقة من الأمين العام للحزب جمال ولد عباس، حيث أكد في اتصال هاتفي أن عدد الموقعين من أعضاء اللجنة المركزية يكاد يبلغ النصاب القانوني وأكثر، مما سيسمح بعقد مؤتمر استثنائي طارئ للحزب أو دورة استثنائية للجنة المركزية تعرض فيها مسألة إعادة انتخاب جمال ولد عباس او استقالته على أعضاء اللجنة المركزية الذين ستوجه أغلبهم حسب عبادة إلى سحب الثقة من الأمين العام الحالي ومن ثم التوجه نحو مؤتمر استثنائي لتصحيح مسار الحزب تنظيميا وسياسيا قبل الاستحقاقات المقبلة. وقال عبادة "نحن نتوقع أن يتدخل الرئيس خلال الأيام القادمة من أجل الترخيص بعقد دورة استثنائية للجنة المركزية لأنها ضرورة للتغيير وتصحيح مسار الحزب سياسيا وتنظيميا، مضيفا أنه يستحيل أن يذهب الحزب بالقيادة الحالية نحو التحضير للانتخابات المحلية التي باتت قريبة وقد تسجل فيها نكسة ثانية في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه، مضيفا أن التغيير بات حتميا وضروريا في ظل الأزمة التي يعيشها الحزب، والتوجه بعدها من أجل التحضير لمؤتمر استثنائي طارئ لاختيار أمين عام جديد وشرعي حتى وإن تعذر عقد مؤتمر على اعتبار أن الحزب مطالب بالتحضير للانتخابات المحلية القادمة، فإنه يمكن حسب عبادة تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير مرحلة انتقالية وتسيير الأزمة، وتشرف على ضبط ترتيبات المحليات لحين انعقاد المؤتمر. وربط عبادة تحقيق هذا المسعى بتدخل رئيس الجمهورية رئيس الحزب متوقعا أن يستجيب لمطلب القاعدة وإعطاء أوامر بعقد دورة طارئة للجنة المركزية في الأيام القليلة القادمة. وقال إن كلمته ستكون الفيصل في حل الأزمة والتوجه نحو مؤتمر تصحيحي. وأوضح عبادة أن عملية جمع التوقيعات من أعضاء اللجنة المركزية لسحب الثقة من الأمين العام الحالي جمال ولد عباس تسير بشكل جيد وتوشك على أن تستوفي النصاب القانوني بسبب توسع رقعة المعارضين لسياسة ولد عباس الذي قال بشأنه إنه "قد عاث فسادا في الحزب". أسباب المطالبة بتنحية ولد عباس رغم أنه لم يتجاوز ثمانية أشهر على تعيينه في الأمانة العامة للحزب، قال عبادة: "هو قال سأتحمل نتائج التشريعيات وحاليا نحن أمام خسارة ونكسة تسبب فيها هو بسبب سلوكاته". وأضاف: "من يتحمل هذه المأساة في تراجع الأفلان خلال التشريعيات"، وأضاف: "نطالب بمؤتمر طارئ واستثنائي لانتخاب قيادة شبابية وكفاءات وقدرات حزبية لإرجاع مكانة الحزب ومصداقيته لدى المجتمع"، مضيفا: "نحن في انهيار وإذا استمر الوضع على حاله فستكون كوارثة في المحليات وتأثيرات ذلك على الاستحقاقات القادمة". وطالب بفسح المجال أمام القيادات السابقة واحتضان المناضلين في القواعد لأنهم يشهدون حالة تشتت"، مضيفا: "القسمات مغلقة ومشتتة بسبب التعيينات في المحافظات والقسمات التي لا تستجيب لتطلعات القاعدة". يذكر أن المساعي التي يقودها الحرس القديم للحزب كثفت بعد نتائج التشريعيات الماضية التي تقلص فيها موقع الحزب، ويتوقع متابعون أن يكون سيناريو إبعاد ولد عباس من على رأس الأفلان مشابها لسيناريو إقالة سعداني. ويفسر محللون سبب تجاهل ولد عباس دعوات قيادات أفلانية لعقد دورة اللجنة المركزية الى تخوف الرجل من احتمال تكرار سيناريو صائفة 2013، التي أفضت الى تنحية عبد العزيز بلخادم من على رأس الحزب.