خصومه يُحضرون لأكبر لقاء لإستكمال جمع توقيعات الإطاحة به في مؤتمر إستثنائي لم تستبعد أسماء ثقيلة ووازنة سواء داخل اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أو في المكتب السياسي ممن طالما كانوا سند جمال ولد عباس، الأمين العام للحزب، إمكانية توقفها عن لعب دور الدرع والسند اللذان يواجه بهما الرجل خصومه داخل "الأفلان" كُلما أخطأ وتعثر. كشفت مصادر جد مطلعة من أورقة بيت الحزب العتيد ل "السلام"، عن سخط وتذمر كبيرين جهرت بهما أسماء بارزة من قيادات "الأفلان" تجاه السياسة والطريقة التي يسير بها ولد عباس الحزب من جهة، فضلا عن قراراته "الإرتجالية" و"الخاطئة" التي لا تخدم الحزب من جهة أخرى، هذه الأسماء - تضيف مصادرنا - ممن تكن الولاء للأمين العام للحزب سواء على المكشوف أو سرا، وتعتبر دعمه وسنده منذ جلوسه على كرسي الأمانة العامة خلفا لسابقه عمار سعداني، أغلبهم من اللجنة المركزية والبعض الآخر من المكتب السياسي، باتت تلوح في الفترة الأخيرة بإمكانية التمرد عليه إن إستمر - كما قالت مصادرنا - في "جنونه"، خاصة عقب تصريحه الأخير الذي قال فيه "الأفلان واقف ومن لم يعجبه الوضع فليرحل حتى وإن كان قياديا". من جهة أخرى يبدو أن ولد عباس، بات حقا في وضع صعب أو كما يقال "في وجه المدفع"، بحُكم تحضير خصومه لعقد أكبر لقاء لهم في الأيام القليلة القادمة، لإستكمال عمليات جمع التوقيعات لعقد مؤتمر إستثنائي يكون أفضل إطار رسمي لتجريده من الأمانة العامة. للإشارة إرتفع عدد التوقيعات من 172 توقيعا من أصل 489 توقيعا يمثل إجمالي أعضاء اللجنة المركزية، إلى 191 توقيعا ما يعني أنه لم يبق الكثير للوصول إلى النصاب القانوني (ثلثي أعضاء اللجنة المركزية - 326 عضو- ) الذّي يخولهم عقد مؤتمر إستثنائي سيكون لا محالة في ظل الحراك الجدي والحثيث للساخطين على طريقة تسيير الأمين العام للحزب بدعم من التقويميين، موعدا لمغادرته كرسي الأمانة العامة. للعلم جهر - كما إنفردت به "السلام" في عدد سابق - كل من الصادق بوقطاية، عضو المكتب السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني، والسعيد بوحجة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، والقيادي البارز في الحزب، إلى جانب مدني حود، عضو اللجنة المركزية، مبدئيا برغبتهم في إستلام قيادة "الأفلان"، عقب تلقيهم ضمانات من خصوم الأمين العام جمال ولد عباس، داخل اللجنة المركزية والمكتب السياسي، للإطاحة به قريبا. في السياق ذاته أبرزت مصادرنا في وقت سابق، أن سخط خصوم ولد عباس زاد حدة، بعدما قرر تفعيل لجنة الانضباط التابعة للحزب بعد شهر رمضان المبارك ضد "بعض" خصومه في اللجنة المركزية خاصة منهم الذين رفعوا مؤخرا نسق حراكهم للإطاحة به، و ما زاد غيض الراغبين في الإطاحة بولد عباس، هو سعيه الجدي لإحداث تغييرات مرتقبة في تشكيلة المكتب السياسي الحالية بعدما راودته شكوك حول وفاء بعض الأسماء المحسوبة عليه داخل هذه الهيئة، بحكم أنه وردته أخبار تقول بتأييدهم ولو مبدئيا لمسعى الإطاحة به والتخلص منه، حراك خلف إستياء حتى في أوساط القيادات المحسوبة على الأمين العام الحالي للحزب العتيد، والذين أبدوا تخوفهم من أن يسفر "تسرع" ولد عباس عن قرارات لا تخدمهم أو قد تعصف بهم، في ظل الفوضى التي يشهدها الحزب مؤخرا، وعليه لوح العديد منهم بإمكانية الانضمام إلى فيلق خصوم ولد عباس لتغليب كفتهم والتخلص نهائيا من الخطر الذي بات يشكله الرجل على مناصبهم في الحزب.