تعتبر مدينة تاغيت، المصنفة ضمن المناطق السياحية العالمية، من بين الأماكن التي يقبل على زيارتها السياح الأجانب والجزائرين، خاصة خلال احتفالات رأس السنة الميلادية ،حيث يحجون إليها من كل فج عميق لرؤية سحر الطبيعة، والفوز بساعات أو أيام من الراحة وسط طبيعة لا يمكن مساومتها بثمن. وهو الإنطباع الذي لمسناه عند السياح الأجانب خلال زيارتنا الإستطلاعية للمنطقة . إيزابيل سائحة بلجيكية أبدت وللوهلة الأولى اندهاشها من سحر الطبيعة الصحراوية وتمنت لو أن إجازتها كانت طويلة وهنا قالت في حديث للشروق "لقد انبهرت لجمال وسحر المكان إنه رائع جد وأنا جد فرحة بتواجدي بتاغيت لقد كنت أشاهد ذلك في التلفاز فقط ولكنني اليوم أعيش مع صديقاتي هاته اللحظات نحن هنا منذ سبعة أيام وتمنينا لو أنها طالت ، فسكان المنطقة كرماء وأحسنوا استقبالنا وما شدنا للمكان أكثر هو أن أننا تجولنا بكل حرية ولم يتقدم إلينا الباعة واصطحاب الحرف لمضايقتنا آو إجبارنا على اقتناء بعد الأشياء التقليدية عكس بعض الدول الإفريقية ابن كنا نجد صعوبة في دخول الأسواق أو التجول في بعض المناطق بسبب تلك المضايقات، كما انه وعكس ما يشاع عندنا بان الجزائر غير مستقرة فإننا وجد الأمن والاستقرار منذ أن وطأت أقدامنا مطار العاصمة فالكل رحبنا بنا ونحن نشكرهم على اهتمامهم بنا خاصة بمنطقة تاغيت وهذا ما سيدفعنا للعودة مجددا ودعوة أصدقائنا لزيارة هذه المنطقة السياحية الرائعة. من جهتها قالت سيدة إيطالية "لم يصدق أصدقائي وجيراني بأنني سأتنقل لصحراء الجزائر وقد منعوني من ذلك وبدوا متخوفين من الأمر،لكنني أصررت على التنقل وما وجدته من حفاوة الاستقبال والأمن سيجعلني أعود وفي جعبتي الكثير ممن سأحكيه لهم عن أروع اللحظات التي قضيتها بتاغيت رفقة بعض الأصدقاء الجزائريين الذي يقطنون معنا بإيطاليا واشكرهم على ذلك، خاصة وأنا كل ما قالوه لي عن الجزائر وسحر جمالها وكرم اهليها وجدناه على أرض الواقع. تابعنا جولتنا نحو مناطق العرق الكبير أين التقينا وفدا من السياح الأجانب بين فرنسيين وسويسريين وأول ما شهدونا حتى بدؤوا في طرح الأسئلة على المرشد السياحي وبعدما علموا بأننا صحافيين أصروا على أن ننقل شهادتهم على المنطقة وكرم أهلها، فالكثير منهم كانت هي المرة الأولى التي يزور فيها الجزائر وصحرائها وما وجدوه - قال أحد الفرنسيين - يفتقدونه بفرنسا من رمال ذهبية وواحات نخيل وجو مشمس يدفعك للتجول ليلا ونهار. سحر الطبيعة الصحراوية جعل أحد السياح السويسريين يتعهد بجلب عائلته الصغيرة معه السنة المقبلة خاصة وانه سيغريهم بالصور والفيديوهات التي التقطها طيلة تواجده بمنطقة تاغيت. هي مدينة تاغيت ببشار .. وقلب الصحراء النابض وجسدها المستلقي على بساط ذهبي ساحر تتموقع فيه قصور قديمة كمارد عملاق تحرسه واحات نخيل باسقات شاهدات على عصور مرت من هنا.. هي عروس الساورة في أبهى حلتها.. هي فاتنة السواح فتوفير الأمن سمح للسواح الأجانب بالتمتع بسحر الطبيعة الصحراوية وعفوية أهل المنطقة وكرمهم، دون نسيان اخذ صور تذكارية كعربون محبة ودليل على أمن واستقرار المنطقة. وبين من يمتطي الجمل ليتمتع بسحر جمالها ومن يشرب الشاي ليغوص في عمقها يأخذك الهدوء والسكينة لتسبح في قصة منطقة أبدع فيها الخالق لينعم بها المخلوق.