قامت جماعة إرهابية مجهولة الهوية الأربعاء في حدود الساعة الخامسة صباحا بالهجوم المباغت على المراكز المتقدمة لحرس الحدود بمنطقة "تينزواتين" التي تبعد عن ولاية تمنراست ب600 كلم والقريبة من الحدود المالية، حيث أسفرت العملية عن وفاة 11 دركيا وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة مع حرق 5 سيارات. الإرهابيون الذين نفذوا الاعتداء الإجرامي حسب المصادر التي أوردت الخبر ل"الشروق" كانوا على متن 5 سيارات من نوع "ستايشن" مدججين بأسلحة ثقيلة، حيث باغتوا حراس الحدود الذين كانوا داخل المراكز وحاولوا اقتحامه والتوغل نحو مقر المراكز في محاولة منهم لإسقاط أكبر عدد ممكن من الدركيين والاستيلاء على أسلحتهم وذخيرتهم، لكن تفطن بعضهم جعلهم يدخلون في اشتباكات عنيفة تبادل خلاله الدركيون والعصابة الإرهابية طلقات الرصاص دامت قرابة ساعة كاملة أسفرت عن اغتيال 11 دركيا وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى تمنراست على متن مروحية. وحسب ذات المصادر فإن قائد الناحية العسكرية الثالثة وصل إلى المنطقة وأشرف شخصيا على عملية التمشيط المستمرة والتي تقودها القوات المشتركة التابعة للناحية العسكرية الثالثة والرابعة لملاحقة الجناة. وتضيف مصادرنا أن القوات المشتركة التابعة للناحية العسكرية الرابعة "بسكرة والأغواط" في طريقهم إلى المنطقة بالتنسيق مع السلطات المالية. وعقب هذا الاعتداء الإجرامي حسب ذات المصادر عرفت الحدود الجزائرية المالية حالة استنفار قصوى، حيث تم تكثيف المراقبة البرية والجوية عبر بعض المحاور والمسالك الوعرة في الصحراء خاصة في الشمال الشرقي لمدينة عين صالح على الحدود بين ولايتي تمنراست وأدرار وكذا منطقة "وادي ميا" جنوبي مدينة المنيعة وواد الشعابنة والزعاطين في الحدود بين ولايات غرداية، تمنراست أدرار وورڤلة وكذا منطقة برج باجي مختار، وغيرها من المحاور الصحراوية التي تضمها 10 ولايات بالجنوب لمطاردة الإرهابيين منفذي الاعتداء. وحسب مصادرنا فإن قيادة القوات الجوية بالنواحي العسكرية الثالثة والرابعة والسادسة بالجنوب الجزائري ضاعفت من عدد طلعات المراقبة عبر عدة مناطق ومسالك صحراوية . وتعتبر هذه العملية الاجرامية التي عرفتها منطقة "تينزاوتن"، الثانية في أقل من شهر، حيث انفجرت مركبة تابعة للجيش المالي شمال مالي مع الحدود الجزائرية، إثر عبورها على قنبلة تسببت في إصابات خطيرة للعديد من أفراد الجيش المالي.