المفكر الهادي الحسني دعا الأستاذ المفكر الهادي الحسني أمس إلى إعادة النظر في شروط قبول المترشحين للإمامة، بما يسمح بتحسين مستواهم، ويبعدهم عن النقاشات غير المجدية، منتقدا مستوى العديد من الأئمة بسبب ضعف تحصيلهم العلمي الذي لا يتجاوز في كثير من الحالات مستوى النهائي، في وقت يتم اشتراط شهادة الليسانس للتدريس في الابتدائي. * وفي رده على سؤال للشروق اليومي بخصوص سبب بروز فئة من الأئمة ينظرون بعين الخطأ لكل من يقف للنشيد الوطني، بحجة أن الوقوف لغير الله حرام ولا يجور شرعا، قال الهادي الحسني: "إن هذا النقاش هو فتني بالنسبة لهؤلاء وهؤلاء"، في تلميح إلى الأئمة وكذا وزارة الشؤون الدينية، داعيا إلى فتح نقاش جدي حول القضية، لمعرفة ما إذا كان الوقوف للنشيد الوطني يتماشى أو يتنافى مع الشرع، وإذا كان مشرعا فعلينا جميعا احترامه دون استثناء". * متسائلا عن سبب تحوّل الأئمة إلى الاهتمام بالجزئيات بدل الانشغال بالقضايا الأساسية، مضيفا: "لماذا يقلقونا بذلك"، مصرا على ضرورة أن تقوم وزارة الشؤون الدينية بتنظيم ندوة وطنية تنقل على شاشة التلفزيون ويشاهدها الجميع، ويتم فيها طرح قضية الوقوف للنشيد الوطني ومدى تعارضه أو تماشيه مع الشرع، "وعلى كل طرف أن يدعم موقفه بالأدلة والبراهين، وعلينا جميعا أن نخضع للطرف الذي يكون الصواب والحق إلى جانبه". * ويعود الأستاذ الهادي الحسني إلى التأكيد بأن طرح مثل هذه القضايا للنقاش، هو في حقيقة الأمر مضيعة للوقت بالنسبة للأمة جمعاء، مقابل وجود عشرات القضايا التي ينبغي طرحها وتحليلها، موضحا بأن الحظ حالفه في مشواره العلمي والدعوي، وتمكن في عديد من المرات من معايشة علماء معروفين في العالمين العربي والإسلامي، من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي، والبوطي، وكلهم لم يثيروا يوما قضية الوقوف للنشيد الوطني ولم يحرموه بحجة تنافيه مع الشرع. * واعترف الأستاذ الهادي الحسني بوجود نقص فادح في تكوين الأئمة، وكذا في شروط قبول الترشح للإمامة، وهو ما يعكس في تقديره الاهتمام بالجزئيات من الدين بدل الأساسيات، رافضا بشدة أن يتم قبول كل من يفشل في مشواره الدراسي لممارسة الإمامة بعد الاستفادة من تكوين لا يتجاوز السنتين، في وقت تفرض فيه وزارة التربية الوطنية أن لا يقل مستوى معلمي الابتدائي عن شهادة الليسانس، بغرض رفع مستوى التكوين والنهوض بالمدرسة الجزائرية. * وقال المتحدث ذاته بأن الإمام ليس كل شخص يأتي بفتوى من الخارج ويقول عنها بأنها الدين بعينه.