انتقد مزيان مريان الناطق باسم النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني نسبة النجاح في البكالوريا التي قاربت 62 في المائة، مؤكدا بأن وزارة التربية الوطنية أضحت تركز على الجانب الكمي بدل النوعي، خصوصا حينما أصبحت تعمد إلى تحديد عتبة الدروس، وهو ما اعتبره خطرا على مستقبل التلميذ. وقال مزيان مريان في تصريح ل"الشروق" بأن نسبة النجاح التي بلغت هذا الموسم 61.23 في المائة توقعها تنظيمه قبيل انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا، موضحا بأن نقابته سبق وأن أعلنت بأن النسبة الوطنية للنجاح في شهادة البكالوريا لهذا العام، ستكون في حدود 60 في المائة، بالنظر إلى عوامل عدة في مقدمتها أسئلة الامتحانات التي كانت في تقدير المصدر ذاته في متناول التلاميذ، فضلا عن تحديد عتبة الدروس، وهو إجراء يصر مزيان مريان على رفضه، لأنه يجعل التلميذ يكتفي بمراجعة عدد محدود من الدروس في حين يهمل الباقي، وبالتالي فإنه ينتقل إلى الجامعة وهو منقوص من ناحية التحصيل العلمي، كما ساعدت سهولة أسئلة الامتحانات التلاميذ على تحقيق نسب عالية في النجاح، فقد كانت في مجملها في متناول الجميع. ويؤكد مزيان مريان بأن النسب المحدودة للنجاح في البكالوريا خلال سنوات السبعينات وما تلاها تعد الأفضل من ناحية النوعية مقارنة بالسنوات الأخيرة، بدليل أن من حققوا تلك النتائج هم الإطارات الذين يسيرون البلاد اليوم في شتى المجالات، ومنهم الوزراء ومسؤولو المؤسسات وغيرهم، ويرفض ممثل النقابة اعتبار ما تم تحقيقه هذه السنة بأنه ثمرة الإصلاحات، إلا في حالة تحلي هذه النتائج بطابع الديمومة لسنوات أخرى متتابعة. في حين أصر مسعود بودينة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني على أن يرجع الفضل في النتائج الإيجابية المحققة هذا الموسم للأساتذة، الذين تمكنوا بحسب تقديره في رفع التحدي، والتأكيد بأن الإضراب لم يكن يوما ضد مصلحة التلميذ، بدليل أن تحسين ظروف الأستاذ تمكنه من تقديم مجهودات أضخم وأكبر. ويرى بودينة بأن الأساتذة بذلوا كل ما في وسعهم لتفنيد تهمة البزنسة بمصلحة التلميذ، من خلال العمل على تحضير التلاميذ، اضافة الى سهولة أسئلة الامتحانات إلى جانب تحديد عتبة الدروس. ويتفق مع هذا الرأي، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، الذي أثنى على مجهودات الأساتذة وكذا تلك التي بذلها التلاميذ، داعيا إلى ضرورة تسطير أهداف كبرى للمنظومة التربوية من أجل الاهتمام بالنابغين والمتفوقين، خوفا من أن يهاجروا إلى الخارج على غرار عشرات الأدمغة الجزائريين، إلى جانب التركيز على المواد العلمية والتكنولوجيا وتوفير الوسائل، على غرار الدول المتقدمة.