قال سكان في الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، الأربعاء، إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" وذلك بعد سقوط المزيد من الصواريخ والبراميل المتفجرة التي تطلقها قوات موالية للحكومة على الجيب المحاصر، حسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب، إن 24 مدنياً قتلوا وأصيب أكثر من 300 منذ صباح الأربعاء، في المنطقة التي تتعرض لأحد أعنف عمليات القصف في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات مما أسفر عن مقتل 250 شخصاً على الأقل في 48 ساعة. وتابع المرصد، ومقره بريطانيا، أن وتيرة القصف تباطأت أثناء الليل فيما يبدو لكنها تصاعدت من جديد صباح الأربعاء. ويأتي ذلك بعد تصعيد كبير في الضربات التي بدأت مساء الأحد. ويقيم نحو 400 ألف شخص في المنطقة. وأضاف المرصد، أن قوات موالية للحكومة أطلقت الصواريخ وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على بلدات وقرى بالمنطقة الريفية التي تقع خارج دمشق وتعتبر آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد قرب العاصمة. وقال بلال أبو صلاح (22 عاماً) وهو أحد سكان بلدة دوما كبرى بلدات الغوطة الشرقية "ناطرين دورنا لنموت. هيدي العبارة الوحيدة اللي فيني قولها". وأضاف "كل الناس أو معظمها عايشة بالملاجئ. كل بيت في خمس أو ست عيل (عائلات). ما في أكل ولا أسواق". وزوجة أبو صلاح في الشهر الخامس من الحمل في طفلهما الأول. ويخشى الاثنان أن يتسبب فزعها من القصف في مخاض مبكر. ونددت الأممالمتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصيبت فيها مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب. واستنكرت الأممالمتحدة قصف المستشفيات في الغوطة الشرقية، حيث قالت إن القصف استهدف ستة مستشفيات بينها مستشفى رئيسي. وأعربت واشنطن عن قلقها البالغ من تصعيد القصف في الغوطة الشرقية، فيما قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان أن الوضع ينذر بفاجعة إنسانية. وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015، إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأممالمتحدة استخدامها. وأثارت الأوضاع في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 2013 قلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد حتى قبل الهجوم الأخير إذ يتسبب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض. وقالت وسائل إعلام رسمية، إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضاً قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية مما أسفر عن إصابة شخصين، الأربعاء. وأسفرت قذائف مقاتلي المعارضة عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، الثلاثاء. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء: "أصيبت مناطق سكنية وفنادق في دمشق وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية". والغوطة الشرقية واحدة من "مناطق خفض التصعيد" التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في إطار جهودها الدبلوماسية. لكن الهدنة لا تشمل جماعة مسلحة كانت تابعة لتنظيم القاعدة في السابق ولها وجود صغير في المنطقة.
المدنيون يموتون ثلاث مرات في اليوم يرصد بعض السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي يوميات الغوطة الشرقية التي ما زالت تتعرض لقصف جوي من القوات الحكومية السورية والطيران الحربي الروسي. ويقول الناشط الإعلامي الذي يعرف نفسه على موقع تويتر ب"نور آدم"، إن المدنيين في الغوطة الشرقية يموتون ثلاث مرات في اليوم: "مرة بسبب الجوع جراء الحصار الحكومي، وثانياً بسبب النقص الحاد في الأدوية، وثالثاً بسبب القصف". تغريدة وتقول تقارير إعلامية وحقوقية، أن 300 شخصاً قتلوا خلال الأيام الأخيرة جراء القصف من بينهم 50 طفلاً. أما الناشطة الإعلامية التي تعرف نفسها على موقع فيسبوك باسم "ورد مارديني"، فتقص كيف قضت مع عائلتها، ليلة الثلاثاء، تحت وقع القصف. تغريدة