على ارتفاع 1200 متر فوق سطح البحر، وبين ولايتي البليدة والمدية وفي الطريق الرابط بين بلديتي عين الرمانة وتمزقيدة، تختبئ مناظر طبيعية خلابة وساحرة، لتختطف زوارها إلى تلك البحيرة المعلقة في أعلى قمة جبل.. إنها بحيرة "الضاية" العذراء الملهمة لكل من حط الرحال بها. وصف الضاية لن يكتمل إلا بزيارة ذلك المكان الملهم لمحبي الطبيعة، والاستكشاف، والراحة والهدوء والتأمل.. كيف لا وهي البحيرة الممتدة على مساحة هكتارين، ولا يقل منسوب مياهها أبدا وتبقى وافرة حتى في أوقات الجفاف. "الضاية"، بالنسبة إلى سكان بلدية تمزقيدة، كنز ثمين لا يبخلون في تقاسمه مع كل شخص قرر زيارة "جنتهم" الصغيرة، ولهذا حظي فريق صحفي زار المكان نهاية الأسبوع، بحفاوة استقبال ميزها كرم وبساطة أبناء المنطقة، وهم فاسي محمد، تشكير هشام، حميد غوادي، مالكي محمد، فضيل هجالة، وبرعاية مجمع نسيب السياحي.. كلهم منحوا المجموعة لحظات عائلية على قمة الجبل وضفاف بحيرة الضاية، في رحلة أقل ما يقال عنها إنها كانت رائعة، وفرصة للراحة والاستجمام، تعهد الجميع بألا تكون الأخيرة. وتزخر المنطقة بغطاء نباتي متنوع وثروة حيوانية أكسبتها جوا من الهدوء يبعث في زوارها الراحة بعيدا عن ضوضاء المدينة، وهو ما حولها إلى مكسب سياحي وترفيهي مفضل للعديد من العائلات الجزائرية. وبالرغم من أن الأشغال جارية لتوسعة الطريق المؤدي إلى بحيرة الضاية، إلا أن مطلب سكان المنطقة وحتى السياح يكمن في ضرورة الاهتمام بالمكان من خلال إنعاش المنطقة وتوفير مرافق عمومية تليق بروعة البحيرة، مع الحرص على حماية تلك المحمية البيئية من طرف "أعداء الطبيعة" الذين يتركون فضلاتهم وراءهم ويشوهون جمالية المنظر. وجودنا في تلك المنطقة الساحرة تصادف مع زيارة إحدى العائلات إلى بحيرة الضاية، التي قدمت لقضاء أوقات جميلة وممتعة في حضن الطبيعة. وعند علمهم بأننا مجموعة صحافيين جاؤوا لاكتشاف البحيرة، اغتنموا الفرصة لتوجيه نداء إلى الزوار من أجل المحافظة على هذا المورد الطبيعي الذي يعتبر الاهتمام به قيمة مضافة للسياحة في بلادنا.