العثور على الطفل المختفي سفيان سالما ببجاية

قضى ثلاثة ليال وحيدا وسط الأدغال

عاشت بلدية تازمالت بولاية بجاية، الثلاثاء، وفي حدود الساعة الحادية عشر وربع، أجواء من الفرحة، عقب العثور على الطفل سفيان الذي اختفى عن الأنظار منذ السبت الفارط في ظروف جد غامضة، قبل أن يتم العثور عليه في اليوم الرابع من اختفائه سالما معافى، وهو جالسا في الخلاء وسط الأدغال في مشهد أشبه بالمعجزة.
وحسب المعلومات المتحصل عليها من طرف "الشروق" فإن المتطوعين الذين شاركوا ليلا ونهارا في عملية البحث عن الطفل سفيان البالغ من العمر 10 سنوات، قد قرروا إعادة تمشيط بعض الأدغال التي كانوا قد مشّطوها في وقت سابق، قبل أن يتم العثور على سفيان وهو في صحة جيدة، حيث لم يتعرض لأدنى إصابة، وقد تم نقله من طرف أعوان الحماية المدنية، الذين ظلوا منذ يوم اختفاء الطفل جنبا إلى جنب مع المتطوعين وعائلة المختفي، حيث نقل إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، فيما فتحت عناصر الدرك الوطني تحقيقا بهدف معرفة حيثيات اختفائه، فيما يتساءل المواطنون إن كان حقا سفيان قد قضى ثلاثة ليال وسط الأدغال من دون مأكل ولا مشرب ولا حتى ملبس يقيه من البرودة ليلا؟ وهي التساؤلات التي سيجيب عنها التحقيق الذي فتحته مصالح الدرك الوطني.
للتذكير، فقد اختفى سفيان، كما أشار عم الطفل في تصريح سابق ل "الشروق"، ظهيرة يوم السبت الفارط بمنطقة إحرقان التابعة لبلدية تازمالت ببجاية، حيث في حدود الساعة الثالثة طلب سفيان الإذن من خاله للذهاب عند أمه التي كانت تجني الزيتون، حيث قام الخال بإيصال الطفل إلى الطريق وأشار له عن مكان تواجد أمه، على بُعد نحو 300 متر، قبل أن يذهب سفيان لملاقاة أمه، لكنه اختفى عن الأنظار، حيث تفطن الجميع لغيابه في حدود الساعة الخامسة مساء، حينما همّ الجميع بالعودة إلى الديار، إذ كان الخال يظن أن سفيان لدى أمه، وأمه كانت تظن أن ابنها لدى خاله، قبل أن يطلق أهالي المنطقة الذين انظموا إليهم المئات من المتطوعين من القرى المجاورة وكذا مصالح الدرك التي دعمت بالكلاب المدربة وعناصر الحماية المدنية، رحلة البحث عن سفيان ليلا ونهارا، من دون أن يظهر عنه أي أثر، ورغم ذلك إلا أن المتطوعين لم يفقدوا الأمل، حيث واصلوا عميلة البحث إلى أن تم العثور عليه سالما معافى في اليوم الرابع من اختفائه.
وقد تقدم أهل الطفل وسكان المنطقة بالشكر إلى كل من ساهم في إيجاد الطفل سفيان، من متطوعين ودرك وحماية مدنية وجمعيات ومنتخبين والصحافة، على رأسها "الشروق" التي نقلت كل التفاصيل منذ اختفاء الطفل سفيان. وقد أعلنت، جمعيات المنطقة عن إلغاء جميع النشاطات المبرمجة احتفالا باليوم العالمي للمرأة، لكن عودة سفيان جعلت الجميع يحتفلون بعودته إلى حضن أمه.