في تكرار لما مارسته سابقا قناة الحقيقة من تضليل إعلامي ممنهج، وقع ضحية له العديد من المرضى الجزائريين الباحثين عن علاج بالرقية الشرعية أو بالحجامة أو حتى بالأعشاب، عاد جزائريون مرة أخرى للتشكيك في بعض البرامج الصحية التي تقدمها قنوات فضائية مصرية، قائلين إنهم كانوا ضحية للشعوذة والدجل، وأشياء ومفاجآت أخرى، يصعب حصرها في الوقت الحالي. * وتأتي هذه الاتهامات الجديدة لتضع عددا من الفضائيات، بينها "الجرس، الخليجية، الصحة والجمال، وقناة الناس" في قفص الاتهام، نظرا لقيامها ببث برامج، يدّعي أصحابها أنها ذات طابع طبي، أو صحي، لكنها بعيدة عن ذلك تماما ولا تهدف إلا للكسب من خلال اتصالات المشاهدين، وبيع أدوية وأعشاب غير نافعة بتاتا، إن لم تكن ضارة أصلا؟! * وفي هذا الصدد، كانت نقابة الأطباء المصرية اتهمت في وقت سابق، قنوات فضائية بممارسة "الدجل" في علاج المرضى، وتعمدها بث برامج صحية تشجع على العلاج بالأعشاب متناسية قوانين وآداب مهنة الطب، ومتجاهلة القوانين التي تنظم البث الفضائي. وأشارت النقابة في بيان لها أن شركة البراهين العالمية التي تبث 4 قنوات فضائية هي "الخليجية، الصحة والجمال، الناس، والحافظ" تقدم برامج صحية تقوم باستضافة أشخاص ليست لهم علاقة بالطب، وغير مؤهلين لعلاج المرضى. * وأضاف البيان "أن برامج تلك القنوات تنتهك أخلاقيات الممارسة الإعلامية، والدور الاجتماعي للإعلام، حيث تسعى للربح، ولا تراعي حاجة المريض الماسة للعلاج، فبدلا من تقديم خدمة صحية صادقة تقوم بدغدغة مشاعر المرضى الذين أضناهم المرض، وتبيع لهم الوهم"، كما أضاف البيان أن تلك القنوات تستضيف الدجالين لتقديم نصائح للمرضى، حيث دأبت على استضافة صيدلي يدعي قدرته على علاج كافة الأمراض بالحجامة، وآخر حاصل على بكالوريوس تربية رياضية يدعي أنه يعالج كافة الأمراض بالأعشاب، وكذلك خريجة كلية سياسة واقتصاد تدعي علاج كافة الأمراض الجلدية بالأعشاب". * وفي الوقت الذي يشاهد فيه عدد كبير من الجزائريين هذه القنوات، يغيب أي موقف طبي محلي للتحذير منها، ناهيك عن افتقاد أي صوت قانوني، يطالب بمنع بث هذه القنوات نحو الجزائر، علما أن عددا من المتصلين الجزائريين، أعلنوا عن رغبتهم في الانخراط بما سمته تلك القنوات "أكاديمية الأعشاب" التي من المنتظر حسب وصف النقابة المصرية للأطباء "أن تخرج لنا العديد من الدجالين الذين يسعون للربح السريع على حساب المرضى". * وأيدت حركة أطباء بلا حدود نقابة الأطباء في دعواها ضد شركة البراهين العالمية المالكة للقنوات المخالفة، وقالت في بيان لها "أن الحركة تساند النقابة في تصديها لكل ما يسيء لمهنة الطب، أو من يروج للخرافة الطبية" في الوقت الذي تلقى فيه برامجها، رواجا كبيرا، في العديد من الدول العربية، وبينها الجزائر.