قرر مجاهدو الولاية الرابعة مقاطعة كلّ الاحتفالات الرسمية على مستوى ولاية تيسمسيلت بسبب ما وصفوه في بيان صدر عن مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية "ضغط الإدارة على مجاهدي هذه الولاية المهيكلين في منظمة المجاهدين وفي مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة". * وبحسب البيان، الذي حصلت "الشروق"على نسخة منه، فإنّ أسباب الخلاف بين مجاهدي تيسمسيلت والسلطات الولائية تعود إلى"نزاع على قطعة أرض توجد في حرم مقر - منظمة المجاهدين ومؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة- بهذه الولاية، وقد رفع الحسم في هذه القضية إلى أعلى السلطات في البلاد، دون أن يتم الفصل فيها إلى يومنا هذا، وبعد أن تطور هذا الخلاف وتحول إلى تجاهل حقيقي لهذه الفئة من المجتمع وفي كل المجالات ". * واستنكر البيان بشدة سياسة الكيل بمكيالين التي تعامل بها ولاية تيسمسيلت فئة المجاهدين، حيث ذكر بأنّ هذا التمييز في المعاملة تجاوز كلّ الحدود "..ولأن ضغط الإدارة على مجاهدي هذه الولاية المهيكلين في منظمة المجاهدين، وفي مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة قد تجاوز كل الحدود ما عدا فئة قليلة تنحصر في مجموعة من الأشخاص الذين يتمتعون بحصانة خاصة من طرف السلطات الولائية، ويستفيدون من كل التسهيلات القانونية والمادية وبشهادة كل مواطني ولاية تيسمسيلت، فإن الغالبية الأخرى من المجاهدين تعيش وضعا مزريا يتأزم أكثر في الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، بسبب إصرار السلطات الولائية على إقصاء هؤلاء المجاهدين، ومن يمثلهم من المشاركة في هذه الاحتفالات، ومنعهم بالقوة من وضع باقات الزهور على المعالم التاريخية ومقابر الشهداء، ووصل الحد ببعض رؤساء البلديات إلى غلق هذه الأماكن في وجه منظمة المجاهدين ومؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة بهذه الولاية". * من جهة أخرى ندّد البيان بصمت السلطات المعنية رغم "كل هذه السنوات من التذمر والشكوى وبعد أن راسلنا كل السلطات وأطلعناهم على الأزمة التي تعيشها ولاية تيسمسيلت جراء المقاطعة التي تفرضها السلطات الولائية على مجاهدي هذه الولاية". * ولتفادي هذه الوضعية الصعبة التي يعيشها مجاهدو تيسمسيلت، وكذا كلّ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التشنّج بين هذه الفئة والسلطات الولائية، ذكر بيان الولاية الرابعة التاريخية أنّ هذه الفئة من المجاهدين قرّرت تبني خيار مقاطعة كلّ الاحتفالات الرسمية ..وأمام الإحراج الكبير الذي عاشته هذه الفئة بعد إحياء ذكرى 18 فبراير بمقبرة عين الصفا بطريقة موازية للاحتفال الرسمي والذي كاد يتحول إلى فتنة حقيقية لولا روح المسؤولية التي تميز بها عناصر الأمن والدرك بهذه الولاية، ولأن روح المسؤولية هي ما يميز هذه الفئة وحفاظا على أمن دولة صنعها هؤلاء المجاهدين بدمائهم ودماء الآلاف من أبناء الونشريس البررة فقد اتخذ هؤلاء المجاهدون قرارا بعدم حضور الاحتفالات الوطنية على مستوى هذه الولاية إلى أن يتم الحسم في هذه القضية "فأضعف الإيمان المقاطعة ولا أرض لنا غير أرض الونشريس". * وفي السياق ذاته ترك البيان لأبناء بلدية برج بونعامة الحرية في المشاركة في إحياء ذكرى الشهيد العقيد جيلالي بونعامة يومي 5 و6 أوت، لكنّه ركّز على مقاطعة مجاهدي الولاية لهذه الذكرى "ولأننا اليوم على أبواب ذكرى من أهم ذكريات هذه الولاية ألا وهي ذكرى استشهاد العقيد جيلالي بونعامة التي تحيا في مسقط رأسه ببلدية برج بونعامة يومي 5 و6 أوت، وإذا كنا نحتفظ لأبناء هذه البلدية بحقهم في الاحتفال بذكرى هذا البطل إلا أننا نجد أنفسنا مرة أخرى في وضع لا نحسد عليه ". * ويضيف البيان:"ولأن كرامة المجاهدين وكرامة قائد الولاية الرابعة لا تقدر بثمن فإننا نعلمكم أن مجاهدي ولاية تيسمسيلت لن يحضروا ذكرى برج بونعامة يومي 5 و6 أوت 2010، وليس في هذا تقصير في حق الشهيد الرمز لأن روحه لن ترضى أبدا بأن يذل مجاهد أو تهدر حقوق شهيد في أرض الونشيرس". * ودعا البيان المجاهدين في بقية الولايات إلى الدعم والمؤازرة: "أما إخواننا المجاهدين في بقية الولايات فإننا لا نفرض رأينا على أحد ولسنا أوصياء على أحد، ولكن فليتذكر كل أخ منكم أننا في أمس الحاجة لمؤازرتكم ودعمكم وتضامنكم معنا، وليتذكر كل واحد منكم أن كرامة الولاية الرابعة وكرامة قائدها من كرامة أبناء الونشريس".