تفاجأ سكان ومجاهدو بلديتي عين الخضراء وبرهوم بولاية المسيلة، بإقدام رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عين الخضراء، على تحويل أمكنة تاريخية خلال الثورة التحريرية إلى مرتع لرمي القمامة والقاذورات، في قرار غريب وغير مفهوم، أثار مشاعر سكان المنطقة. * مجاهدو المنطقة وفي بيان احتجاجي، رفعوه إلى كل من وزير المجاهدين والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، والأمين الولائي للمجاهدين لولاية المسيلة، والمدير الولائي لمديرية المجاهدين، وتلقت "الشروق اليومي" نسخة منه، أعربوا عن أسفهم لقرار رئيس بلدية عين الخضراء، واعتبروها تصرفات "تمس بالمقدسات التاريخية وبذاكرة الشعب الجزائري * ولم يتوان موقعو البيان، وهم أمين قسمة بلدية عين الخضراء، وأمين قسمة بلدية برهوم ومندوب ناحية المجاهدين بدائرة مڤرة، ولاية المسيلة، في التعليق على القرار بأنه ذو "طابع انتقامي واستفزازي"، الغرض منه الإساءة للمجاهدين والحط بكل ما له صلة بالثورة التحريرية، كما جاء في البيان، الذي تضمن أيضا شهادات وصور حية لمجاهدين عايشوا أحداث المنطقة، تأسفوا لحدوث ما وصفوها ب"التصرفات التي لا تفسر إلا بالعداء للثورة ورموزها". * أعضاء الأسرة الثورية استغربوا اختيار رئيس البلدية المذكورة، المكان الذي كان يستخدمه المجاهدون إبان الثورة مخبأ لهم ومكانا يلتقون فيه لتبادل المعلومات ورصد تحركات قوات الاحتلال الفرنسي، مكانا لتجميع القمامة، بل والأكثر من ذلك فقد شهد ذات المكان، حسب البيان دائما، معركتين، الأولى كانت بتاريخ 16 ماي 1961، كما ارتوى هذا المكان بدماء جزائريين، حيث سقط فيه مجاهد وأسر فيه اثنين، مات أحدهما تحت التعذيب، فيما انتهت المعركة الثانية التي وقعت في سنة 1961، بالقضاء على أحد ضبط الجيش الاستعماري، برتبة ملازم أول. * واستنادا إلى ما سبق، دعا مجاهدو المنطقة السلطات المحلية وفي مقدمتهم والي ولاية المسيلة ورئيس دائرة مقرة، ووزارة المجاهدين، التدخل العاجل لوقف "المساس الخطير بالذاكرة التاريخية"، وشددوا على ضرورة تحويل هذا المكان إلى معلم تاريخي، تجمع فيه كل العينات التي تجسد تاريخ المنطقة.