المتبرعة "جان" تحتفل الناشطة في الأعمال الخيرية الفرنسية "جان" منذ مطلع شهر رمضان المعظم مع الجزائريين، بزيارة المرضى عبر مستشفيات العاصمة وتقديم وجبات إفطار لعائلات المرضى، لخلق جوّ رمضاني لهم وسط المؤسسات الاستشفائية التي لا يمكنها توفيره. واستهلت "جان" الجولة منذ الفاتح من الشهر الفضيل، حيث توجهت إلى مستشفى بني مسوس، غربي العاصمة، وبالضبط لقسم طب الأطفال، حيث يضم القسم حوالي خمسين طفلا رفقة ذويهم من الأمهات اللاتي أجبرتهن الحالة الصحية لأطفالهن أن يتركن المنازل ويعشن رمضان بالمشفى. الشروق كانت حاضرة مع جان التي اصطحبت معها كمية زائدة من غبرة الحليب، كميات من التمر، "بوراك" وحلويات للأطفال، وهي وجبات إضافية تضفي الجو الرمضاني على تلك الأمهات اللاتي لا يقتتن في تواجدهن هناك من الأكل المعد للمرضى. وقد ساهم هذا العمل التطوّعي الذي قامت به "جان" في توفير الكثير من الجهد والمصاريف على الماكثات بالمشفى، على الرغم من وجود المطبخ الذي يمكن أن يطبخن به ما يشأن، إلا أن ذلك يأخذ منهن وقتا يفضلن فيه المكوث إلى جانب فلذات أكبادهن. وفي حديثنا إلى بعضهن، أخبرتنا إحداهن "قدمت من ولاية المدية منذ ثلاثة أشهر وأنا أهتم بابنتي التي تتابع العلاج الكيميائي ضد السرطان، وليس لي أن أطبخ، لعدم توفر المواد التي أطبخها أولا، وكذا لأنني أفضل البقاء إلى جانبها في كل لحظة، خاصة وأن سنّها صغيرة وليس لي أن أدعها للحظات وحدها". سيّدة أخرى جاءت من ولاية ورقلة، وجدناها نائمة إلى جانب ابنتها قالت: "لي هنا أربعة أشهر، وجبة الإفطار هنا هي نفسها وجبة العشاء لأبنائنا"، فكانت الكماليات التي أحضرتها "جان" بمساعدات فاعلي الخير هي التي صنعت الفارق وصنعت نكهة رمضانية، وجعلت وجوه الأمهات تشرق ببسمة أبعدت للحظات مسحة الحزن التي لازمتهن مع أنين لا ينتهي طوال الليل. ولم تكتف "جان" بزيارة مستشفى بني مسوس الذي صارت معروفة فيه، والذي وعدت الماكثات فيه بجلب آلة طهي لهن لتسهيل الطبخ عليهن، بل توجهت في اليوم الثاني من رمضان إلى مستشفى نفيسة حمود بارني سابقا ووزّعت على أمهات المرضى من قسم الأطفال أيضا نفس المواد الغذائية، ضاربة لهن مواعيدَ أخرى طيلة شهر رمضان المعظم. وتستهدف الناشطة في المجال الخيري شريحة الأطفال، لأنها تعتبر أن الأمهات يتعبن في رعاية أبنائهن المرضى، ويجب أن تقدم لهن المساعدة الكافية حتى يعتنين بالبراءة على أكمل وجه، ويساعدها في هذا العمل الخيري بعض الخيّرين ممن يمدون لها يد المساعدة لتوفير الأكل لهذه الشريحة في شهر رمضان خاصة، إلا أن هذا يبقى ناقصا مقارنة مع المستشفيات المتبقية والتي تعتزم "جان" زيارتها جميعا على مستوى العاصمة، ومناشدة كل من يستطيع التبرع بمأكولات لهم أن يتواصل معها عن طريق الجريدة لتتمكن من تأصيل هذه السنة الحميدة ليقف المجتمع كلّه إلى جانب عائلات المرضى التي تعاني الأمرّين. كما تعد "جان" أيضا بتوفير ألبسة جديدة للأطفال المرضى في عيد الفطر المبارك، تماما مثلما فعلت السنة الفارطة مع أطفال مستشفى مصطفى باشا الجامعي، وتجدد معها نداء لكل من يرغب في مشاركتها هذه الحملة الخيرية من خيّرين ورجال أعمال والقادرين على ذلك، أن يشتري تلك الألبسة لإدخال الفرحة إلى قلوب الصغار من حيث أخرج بعضها المرض في سنّهم المبكّرة.