في غياب واضح لدور الأزهر الشريف، يتطاول في المدة الأخيرة الكثير من الذين يسمون أنفسهم دعاة ودكاترة وفقهاه على الدين الإسلامي، وأكثر من ذلك ينشرون كتبا ويلقون الدعم من مؤسسات إعلامية ودور نشر وتوزيع تقوم بالإشهار لهاته المؤلفات وآخرها كتاب بعنوان "مشكلة عورة المرأة وملبسها.. مراجعة الأدلة والحجج"، وفي صورة الغلاف محجبة مبتسمة بين فتاتين سافرتين، الكتاب من تأليف الدكتور مصطفى معوض الذي سبق له وأن كان أحد فرسان قناة إقرأ وبعض الفضائيات المصرية كداعية وكرجل دين، ولكنه في هذا الكتاب الذي يحاول من خلاله بلوغ العالمية على وزن القاعدة الشهيرة الآن وهي "سب الإسلام نضمن لك مكانا في الغرب"، قام بتحليل القرآن والسنة الطاهرة حسب هواه وخلص إلى أن الذين أجمعوا على أن الحجاب فرض إنما ارتكبوا أكبر فضيحة اجتماعية في التاريخ، حيث زعم أن المرأة مثل الرجل وقدم 14 دليلا قال أنها كافية لأن تقنع المجتمع بأننا أخطأنا مدة 14 قرنا في الإيمان بأن الحجاب مفروض على المرأة.. يذكر أن الدكتور مصطفى عوض الذي سبق له وأن زار الجزائر وقدم محاضرات دينية بها هو حاليا أستاذ في الفكر الإسلامي بجامعة عين شمس بمصر، ولكنه الآن يقول أن الجارية والآمة غير مفروض عليهما الحجاب، وبالتالي فإن ذلك ينطبق على جميع المسلمات، وضرب كل المسلّمات التي يؤمن بها المسلمون عرض الحائط في كل مكان وزمان.. وإذا كان هذا الدكتور قد درس في الأزهر الشريف ويعتبره الكثيرون من الأزهريين، فإن الغريب أن الأزهر لم يتحرك بعد صدور هذا المؤلف في رمضان وغرق في مناقشة مسلسل الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة، أي أنه تابع الحلقات وأمضى على أن حلقاتها الأخيرة الساخنة مقبولة، حيث لا حجاب فيها ولا دين مثل كتاب الدكتور مصطفى عوض.