رئيس المجلس الاسلامي الأعلى الشيخ بوعمران انتقد المجلس الإسلامي الأعلى قرار إبعاد الناشرين المصريين من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب، معتبرا القرار "فرديا يثير كثيرا من التساؤلات المشروعة التي تحتاج إلى إجابات"، وأكد أن "لا أحد يملك الحق في تنصيب نفسه كضمير للشعب الجزائري". نشر المجلس الإسلامي الأعلى على صفحته الرئيسية بموقعه الإلكتروني، بيانا شديد اللهجة موقعا باسم خلية الإعلام والاتصال بتاريخ 18 أوت الجاري، يدين فيه إقصاء الناشرين المصريين من المشاركة في الطبعة الخامسة عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، متسائلا في "5 تساؤلات مشروعة تحتاج إلى إجابات" عن الأسباب الموضوعية التي دفعت لاتخاذ هذا القرار "الفردي". وتساءل المجلس عن "العقاب الجماعي للناشرين والمثقفين المصريين في حين أن الأزمة بين الجزائر ومصر نشأت في أعقاب مباراة لكرة القدم، غذتها وسائل الإعلام وفنانين ومثقفين مصريين، في حين شجب فنانون مشهورون ومثقفون آخرون تلك الهستيريا ودعوا للحكمة، فلماذا العقاب الجماعي"، قال البيان. كما تساءل أيضا عن "وجود أدلة تدين تورط دور نشر باسمها في هذه القضية المؤسفة، وفي حال وجدت ينبغي معاقبتها بعينها، لأن الإقصاء الجماعي يقول المجلس، سيحرم القراء الجزائريين بالضرورة من الكتب التي تنشر في مصر، في حين لا يمكن لأحد أن ينكر مساهمة هذا البلد في إثراء الثقافة العربية الإسلامية" . ودعا المجلس الإسلامي إلى تذكر أن "لدينا علاقات وثيقة للغاية مع هذا البلد الشقيق" وأن "الجزائريين هم من بنو جامع الأزهر الشريف"، فهل "نحظر طه حسين، توفيق الحكيم، العقاد، محمد عبده، أحمد أمين، والعديد من الأسماء اللامعة الأخرى" تساءل البيان، مضيفا "ما إذا كان ينبغي أن نمنح الاحتكار فقط للكتب العلمية والتقنية على حساب العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تلعب دورا رئيسيا في تطوير شخصية المواطن والقراء بشكل عام؟" . من جهة أخرى أنكر المجلس الإسلامي الأعلى على بعض الأقلام الصحفية الترويج للإصدارات الجديدة التي لا يتجاوز عمرها 3 سنوات، معتبرا ذلك "خيار تعسفي لأنه لن يتوقف سبب إصدار المزيد من كتب أفلاطون وأرسطو والقديس أوغسطين وابن رشد والغزالي وغيرها من المفكرين والكتاب والعلماء من سمعة دولية". وفي انتظار أن تفسر الجهات التي اتخذت القرار أسبابها ودواعيها بحسب ما يطلبه المجلس، فإن هيئة الشيخ بوعمران تقول "إذا اتخذ مثل هذا القرار فعلا فلن يكون في مصلحة الثقافة بشكل عام والقراء على وجه الخصوص".