أخطرت مصالح الأرصاد الجوية، عشية أول أمس، أغلب الهيئات والسلطات العمومية يتقدمها رئاستي الجمهورية والحكومة والوزارات ومصالح الولاة وفرق التدخل والحماية والإنقاذ الصحي، بالتغيرات الجوية الطارئة ودرجات الحرارة القصوى التي زحزحها هواء حار وجاف ساقه تيار جنوب غربي من تيندوف صعودا إلى تلمسان غربا ثم قسنطينة شرقا، والتي بقيت مرتفعة على مدار يومي الجمعة وصبيحة اليوم، حيث وصلت درجة الحرارة إلى معدل 40 درجة عبر المناطق الشمالية الداخلية في ظل غياب رياح بحرية ملطفة للأجواء. درجات الحرارة المرتفعة التي لمسها المواطنون، بداية من أمسية أول أمس الخميس، ستعرف تناقص وهبوب النسيم، بداية من ظهيرة اليوم، حسب مصالح الرصد الجوي، بعدما وصلت، أمس، 38 درجة في الدارالبيضاء بالعاصمة ومعدل 40 درجة في أغلب المناطق الداخلية الشمالية الغربية والشرقية، ودرجات قصوى في بعض المناطق وصلت 45 درجة، وهو ما تضمنته نشرة جوية خاصة تلحق وتتجاوز 40 درجة يومي الجمعة والسبت عبر المناطق الغربية والوسطى للوطن مع درجات قصوى 45 درجة لكل من غيلزان معسكر والشلف. وأفاد، بوعلام خليف، رئيس مصلحة التنبؤات الجوية بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، في تصريح ل "الشروق"، أن هذا الوضع الطارئ كان سببه هواء جاف وحار قادم من جهة الصحراء الغربية، ساقه تيار جنوب غربي مس كل مناطق جنوب غرب البلاد ووصل إلى غاية تلمسان وعاد مجددا إلى المناطق الوسطى للجزائر والداخلية نذكر منها، تندوف، بشاروتلمسان وكذا الخط الرابط بين تلمسان، غيلزان، تيارت والشلف مرورا بالبويرة إلى غاية باتنة. وأكد خليف أن هذا التيار كان قويا نظرا لغياب الرياح البحرية الآتية من الشمال التي ينتجها البحر الأبيض المتوسط، موضحا "وقد تغلب التيار على ذات الوضعية واستغل غياب الريح ووصل إلى غاية الجزائر العاصمة، وحمدا لله أننا سجلنا غياب الرطوبة، وإلا كان أغلب المصابين بالأمراض المزمنة في وضع حرج قد يؤدي إلى تسجيل وفيات"، وأوضح المتحدث أن قوة الرياح الحارة جففت كامل الرطوبة نظرا لارتفاع درجة الحرارة، مما جنب تعرض الآلاف إلى مخاطر صحية ومضاعفات بالأخص وسط أصحاب الأمراض المزمنة. وفيما أوضح رئيس مصلحة التنبؤات الجوية أن درجات الحرارة ستعرف تراجعا، بداية من اليوم، قال إن درجات الحرارة ستبقى مرتفعة ما بين غيلزان، المدية والبويرة وحتى قسنطينة ما بين الخط الرابط بين غيلزان، المدية، البويرة، سطيفوقسنطينة تصل أحيانا 40 درجة، وتبدأ تنخفض تدريجيا أثناء، ظهيرة اليوم، ودرجات حرارة عادية في الصحراء مقارنة بالموسم الصيفي. ووصف المتحدث ذات الحالة بأن الصيف "يتدلل"، فبعد 15 يوما الأولى من رمضان بدرجات حرارة ربيعية وأحيانا كالشتاء، فإنه لا يتصور شهر أوت بنفس درجات الحرارة وإنما قانون الطبيعة يقتضي أن تكون حلاوة أوت في درجات مرتفعة مثل الشتاء الذي يعرف البرد والثلوج، مؤكدا "رغم أنها حالة استثنائية لكنها استثنائية عادية ولا تزال نفس الحالات محتملة في سبتمبر".