ترجى جورج غالاوي من الجزائر الرئيس المصري حسني مبارك في هذا الشهر الفضيل كي يسمح بمرور قافلة شريان الحياة في طبعتها الخامسة، قائلا: "إنني لا أريد أي خلاف مع مصر قد تستغله إسرائيل لصالحها، وأقول لمبارك في هذا الشهر ومن الجزائر، من فضلك اسمح لنا بالمرور". * * * ولم يخف غالاوي الذي ارتبط اسمه بالقضية الفسلطينية وبكسر الحصار عن غزة قلقه الشديد بشأن عرقلة دخول المساعدات إلى سكان غزة المحاصرين حين وصولها إلى ميناء العريش بمصر، قائلا: "هناك احتمال بشأن إيقافنا بالعريش، ولكن إن وقع ذلك فعلا، فسيكون بمثابة الحدث العظيم الذي سيثبت للعالم بأن الحصار موجود بالفعل، وبما أننا في رمضان فإنني لا أريد التحدث عن ذلك كثيرا، وفي الآخرة لن أحاسب على ما قام به مبارك، وإنما سأحاسب على أفعالي كجميع الأشخاص، ولن أحاسب على ما يفعله الآخرون، لهذا فأنا مصر على الذهاب إلى العريش، وأدعو الجميع كي ينضموا إليّ " . * * عند الوصول إلى العريش لن يوقفنا أي أحد * وتحدث غالاوي كثيرا عن مرحلة وصول قافلة شريان الحياة القادمة إلى مصر، موضحا بأنه لم يلمس لحد الآن أي إشارة إيجابية من الجانب المصري، ومع ذلك فإن القوافل التي قادتها تتمكن في كل مرة من بلوغ هدفها، "وأنا متأكد بأنني إذا وجهت رسالة مكتوبة إلى السلطات المصرية بشأن رفع الحصار عن غزة، فإنني لن أتلق ردا إيجابيا، لذلك علينا التحرك بأعداد هائلة، وعلى كافة وسائل الإعلام أن تكون إلى جانبنا لتغطية الحدث " . * وقال غالاوي بصريح العبارة: "عند الوصول إلى العريش لن يوقفنا أي أحد، ولا مبرر لمصر لمنعنا، وسنتمكن من دخول غزة كما فعلنا سابقا، ونحن لا نريد محاربة مصر، لأن عدونا الفعلي هو إسرائيل"، موضحا بأنه سيحترم القرارات التي ستتخذها السلطات المصرية، "وإذا رفضت إيصال المساعدات عبر ميناء العريش فسنتجه صوب اللاذقية بسوريا " . * واستغل عضو البرلمان البريطاني السابق المناسبة كي يوجه نداء آخر إلى السلطات الجزائرية لتسهيل عبور المساعدات والأشخاص القادمين من المغرب عن طريق فتح الحدود الغربية، قائلا: "إننا على ثقة بأن الجزائر لن توقف أي مبادرة في صالح فلسطين، بدليل أنها سمحت بذلك سنة 99 في قافلة دعم العراق، وكذا في قافلة شريان الحياة لسنة 2009 الخاصة بغزة " . * * الفلسطينيون لهم حق انتخاب حكامهم * ويرى صاحب مبادرة شريان الحياة بأن الغرض من الحصار المفروض على غزة هو سياسي بحت، لمعاقبة الفلسطينيين، لأنهم اختاروا من يحكمهم بطريقة ديمقراطية نادرا ما تحدث في أي بلد عربي، "فكيف نقبل بذلك، وأنا لست مع حماس، لكنني مع الديمقراطية، ولا يمكن لإسرائيل أن تختار للفلسطينيين من يحكمهم " ، مذكرا بأن الاستعمار الفرنسي كان عليه أيضا أن يتعامل مع جبهة التحرير الوطني، لأنها كانت تمثل الجزائريين . * * " أنا لا أخشى شيئا ولدي إبن مستعد لحمل المشعل " * وأبدى غالاوي شجاعة كبيرة في مواجهة أي مكروه قد يواجهه، وفي رد على دعوة وجهها إليه أحد المشاركين في الندوة لكي يتعرف على الإسلام قائلا: "لا تقلق علي وعلى الإسلام، لأن الله هو الذي يعلم من هو المسلم الحقيقي، ومن هو المسلم بالإسم فقط، أنا بصدق لست خائفا، وقد ولدت في نفس العام الذي اندلعت فيه الثورة التحريرية، والكلمة الأخيرة التي سأتلفظ بها ستكون في فلسطين، ولدي أطفال كثيرون من بينهم ابني الأصغر زيد الدين غالاوي الذي لديه الاستعداد لرفع المشعل " . * مضيفا بأن إسرائيل قتلت في غزة خلال 20 يوما فقط أكثر من ألف فلسطيني، لكن الفلسطينيين كثيرون سيولدون ويقتلون والحمد لله " . * ويتذكر غالاوي حادثة عاشها في الجزائر وبالضبط عند حلوله بولاية وهران سنة 99، ضمن قافلة دعم العراق، بأنه كان يلقي كلمة على المشاركين، ذكر فيها مقولة شهيرة للقائد الثوري شي غيفارا، فاستوقفه شيخ طاعن في السن، وأعلمه بأن شي غيفارا ألقى خطابا سنة 63 من نفس المنبر الذي كان يعتليه غالاوي .