أنا بطال واكتشفت فجأة أنني امتلك أربع سيارات رباعية الدفع اسمه "العيد.م".. مازالت بضعة أشهر تفصله عن سن الثلاثين وهو الإبن الوحيد من الذكور لعائلة بسيطة فيها شقيقتين، وكاد أن يقضي ما بقي من عمره في غياهب السجون في حكاية غريبة وقعت له أخاط تفاصيلها محتالون من بارونات التهريب استعملوا اسمه وورطوه في قضية حوّلت يوم زفافه إلى فيلم هيتشكوكي * وبدلا من أن يقضي شهر عسله في المسكن الذي اكتراه على شاطئ البحر بجيجل لمدة أسبوع وجد نفسه في رحلة حجز من حبس إلى حبس لمدة أسبوع بين بلدية عين اعبيد بولاية قسنطينة إلى غاية ولاية إليزي التي لم يسبق أن زارها، ولا يعلم أصلا أين تقع في جنوبالجزائر.. "الشروق اليومي" التقت بأتعس عريس على وجه الأرض فاجأنا ببشاشته وإيمانه بأن العسر الذي عاشه لمدة شهرين كاملين تحول إلى يسر رغم أن الخسائر المعنوية والاجتماعية والمادية كانت فادحة جدا.. تركناه يتكلم من دون أسئلة أو فرملة فراح يروي قصته الغريبة.. "لست أدري كيف وصلت نسخة من بطاقة تعريفي إلى أيادي المحتالين الذين قاموا باستخراج من شركة سيارات أربع مركبات رباعية الدفع باسمي وتم نقلها إلى منطقة اليزي، حيث استعملت في عمليات تهريب كبرى لسلع أجنبية وسجائر وقعت خلالها اشتباكات مع مصالح الجمارك التي تمكنت من حجز السيارات، وبعد فرار الجناة لبست التهمة لوحدي لأجد نفسي متابعا دون علمي بتهم التهريب وأحاكم غيابيا وألبس العقوبة أيضا دون علمي لمدة 20 عاما نافذة إضافة إلى غرامة مالية قاربت المليار سنتيم.. تصور حتى السيارات الفاخرة تم استخراجها قبل أن أملك رخصة سياقة.. أما عن توقيفي فكان فيلما من الخيال فعلا.. حيث كان مقررا أن احتفل بزفافي في الثلاثين من شهر جوان ووجدت الدعم المادي من أعمامي وأخوالي، خاصة أن غالبيتهم يقطنون في فرنسا، حيث حدث في بيتنا إنزال حقيقي بلغ تعداده 20 مهاجرا، وأردت للعرس أن يكون تاريخيا، فذبحنا صبيحة اليوم الموعود الكباش وقدمت تسبيقا لفرقة غنائية من قسنطينة، كما اكتريت بيتا في جيجل لأجل قضاء عطلتي الزوجية.. وحتى يكون العرس في أجواء قانونية توجهت إلى مصالح الأمن لأطلب تصريحا باستعمال البارود ومواصلة الحفل إلى منتصف الليل لأفاجأ بأني مبحوث عني ومحكوم علي بعشرين سنة نافذا وغرامة تقارب المليار.. ومن قاضي التحقيق بالخروب إلى عين امليلة بدأت رحلتي من حبس إلى آخر حتى وصلت مثل كبار المجرمين إلى حاسي مسعود، حيث تم نقلي جوا نحو عين امناس، ثم تم تحويلي برا على مسافة 250 كلم وهذا لمدة أسبوع قضتها والدتي وعروسي في حيرة وعانتا نفسيا.. وفي إليزي بدأت معركتي القضائية، حيث طعنت في الحكم ووجدت نفسي مجبرا على تعيين أربعة محامين من بينهم محام من عنابة اشترط 35 مليون سنتيم بسبب بعد المسافة التي تقارب 2500 كلم"، ووجد نفسه ينفق قرابة المئة مليون سنتيم على عرس ولأجل تبرئة نفسه، ولولا مساهمة أهل البر الذين ساعدوه لضاع .. الشاب العيد الذي أطلق سراحه في يوم العيد ابتسم وقال " لقد قررت الآن بعد حصولي على حريتي أن أعيد إقامة عرسي من جديد " .