عبر النائب الفرنسي جان بول باكي، عن امتعاضه من الوضعية التي توجد عليها مقابر الفرنسيين بالجزائر، وتساءل باكي عن مصير المشروع الذي أطلق لتأهيل هذه المقابر خلال زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للجزائر في 2003. البرلماني الفرنسي وفي سؤال وجهه لوزير الشؤون الخارجية والأوربية، برنار كوشنير، قال إن عملية تأهيل مقابر الفرنسيين بالجزائر، التي انطلقت في 2003، لم تحقق أي تقدم على هذا المستوى". وأضاف "بالرغم من الإعلانات التي أطلقتها الرئاسة الفرنسية، لاتزال العديد من المقابر تعاني التهميش والتدهور"، وهي الوضعية التي يشهد عليها، كما قال النائب، من يزورون مقابر أقاربهم المدفونين بالجزائر.. مقابر بعضها مفتوح والبعض الآخر مدنس، وهو ما اعتبر من طرف البعض اعتداء غير مبرر من شأنه أن "يعيق المصالحة مع الذاكرة". بالنسبة لوزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، فإن المشروع الذي انطلق في 2003 بحرص من الرئيس السابق جاك شيراك، يمتد على مدار سبع سنوات، وقد تقرر أن يتم الانتهاء منه في سنة 2010، وهو يستهدف إعادة تأهيل قبور المدنيين الفرنسيين الذين عاشوا بالجزائر ودفنوا بها. ويتمحور المشروع حسب رد الوزير كوشنير، حول ثلاث نقاط، تتمثل الأولى في التأهيل والثانية في الصيانة وأخيرا تجميع القبور المتضررة. وبحسب المتحدث فإن الفترة الممتدة ما بين 2003 و2009، والتي خصصت لحماية وضعية المقابر من التدهور، شهدت تقدما معتبرا، وعرفت استهلاك غلاف مالي، يزيد عن 2.2 مليون أورو، ما يقارب مليوني أورو من هذا المبلغ، تكفلت بدفعها الحكومة الفرنسية و250 ألف أورو قدمتها الجماعات المحلية، ومست على وجه التحديد، المقابر التي توجد في وضعية متدهورة، وهو ما طرح حتمية تجميع المقابر، بما يسمح بحمايتها وضمان صيانتها. وفي هذا الصدد، كشفت إجابة الوزير كوشنير، عن طلب فرنسي بتجميع 153 مقبرة خلال سنتي 2010 - 2011 ما يعادل 58 مقبرة من مجموع المقابر ال 138 التابعة للقنصلية العامة للعاصمة، وهي العملية التي تتطلب تمويلا إضافيا غير حكومي من أجل إتمام تأهيلها في الوقت المحدد لها.ولتمكين العائلات الفرنسية من معرفة مكان قبور ذويها بعد إتمام عمليات التجميع التي تم إطلاقها، وجه الوزير في حكومة فرانسوا فييون، الى المعنيين إلى مواقع الأنترنيت التابعة للقنصليات الفرنسية العامة الثلاث لكل من العاصمة وهران وعنابة، التي يمكنهم من خلال الإطلاع على صور المقابر التي مستها العملية.