عقدت وزارة الخارجية الفرنسية اجتماع تشاوري حول سياسة الدولة تجاه ملف المقابر المدنية الفرنسية بالجزائر، وحرص ممثل وزير الخارجية الفرنسي في اللقاء الأول من نوعه، على تأكيد التعاون الجيد للسلطات الجزائرية في هذا المجال، كما تم الاتفاق على عقد لقاء ثاني في أكتوبر القادم لتوسيع الحوار حول محاور سياسية جديدة لإدارة هذا الملف. ترأس نهاية الأسبوع الماضي مدير الجالية الفرنسية بالخارج والإدارة القنصلية جلسة عمل وتشاور حضرها كل من رئيس البعثة الوزارية الكلف بالمهاجرين، والقنصل الفرنسي العام بالجزائر، ونقلت الخارجية الفرنسية أن الاجتماع عقد بطلب من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لبحث وتقييم ما تم إنجازه في إطار مخطط العمل والتعاون حول المقابر المدنية الفرنسية بالجزائر الذي تم الاتفاق حول بين الجزائر وباريس خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيرك، وتم تفعيله ميدانيا في 2005 قبل عامين من زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ديسمبر 2007، والتي جدد خلالها التأكيد على أهمية تفعيل هذا المخطط. ونفى الناطق باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليور وجود خلافات بين الجزائر وباريس حول ملف المقابر المدنية الفرنسية في الجزائر، مؤكدا أن الأطراف المشاركة في اللقاء اثنت على التعاون الممتاز الذي تبديه السلطات العمومية الجزائرية في تطبيق بنود المخطط، فيما رفض الرد على سؤال بخصوص وجود بعض الجمعيات الفرنسية المستاءة من غياب حالة الإهمال التي تعرفها هذه المقابر مكتفيا بدعوة أصحاب السؤال إلى التقرب من الجمعيات المعنية للإستفسار. وأكد النطق باسم الكيدورس أن عقد اجتماع حول ملف المقابر المدنية الفرنسية بالجزائر، وفتح النقاش حول هذا الموضوع، جاء »للتأكيد على الأهمية التي توليها الدولة لهذا الملف، بالإضافة إلى إظهار أمام الأطراف المشاركة في الاجتماع، مدى التعاون الذي تبديه السلطات الجزائرية في الملف«، مضيفا بالقول«أن هذا التعاون الجزائري يستحق فعلا التأكيد عليه«. وأعلن بيرنار فاليور خلال الاجتماع عن لقاء مماثل سيعقد في شهر أكتوبر المقبل قال أنه سيخصص لتعميق الحوار والتشاور حول الخطوط العريض لسياسة جديدة للدولة تجاه ملف، وخلص ممثل الخارجية إلى التأكيد على أن الاجتماع الذي يعد الأول من نوعه يشكل فرصة لبعث حوار مثمر وعملي بين مختلف الجمعيات المعنية والسلطات الفرنسية للعمل بالتنسيق حول الملف، و خاطب ممثل الكيدورسي بعض الجمعيات الفرنسية المعروفة بمواقفها المتطرفة تجاه الجزائر في ما يتعلق بملف المقابر الفرنسية، حيث قال من المهم جدا العمل سويا والابتعاد عن عقليات البحث عن الخلافات وهو ما من شأنه أن يخدم أكثر هذا الملف«، مشيرا إلى الأهمية التي توليها الحكومة الفرنسية لهذا الملف. وخصصت باريس منذ زيارة الدولة التي قام بها الرئيس شيراك إلى الجزائر في 2003، حوالي 2 مليون أورو، وجهت لتجسيد ثلاث محاور تتمثل في صيانة، أعادة تهيئة وتجميع القبور، سطرت ضمن المخطط الخاص بالمقابر الفرنسية بالجزائرو الممتد إلى غاية نهاية السنة الجارية.