خرج العلامة يوسف القرضاوي عن صمته حيال العدوان على لبنان، وفي أول تصريح إعلامي له خص به جريدة الشروق اليومي، استهجن الشيخ يوسف القرضاوي مواقف بعض الدول العربية دون تسميتها، والتي أدانت حزب الله بعد أسر رجال المقاومة الإسلامية في لبنان جنديين إسرائيليين منتصف الشهر الجاري، في إشارة بدت واضحة للموقف السعودي المدين للمقاومة. مراد اوعباس استغرب العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في اتصال هاتفي مع الشروق اليومي من القاهرة أمس، أن تدين هذه الدول حزب الله، دون أن تشير إلى الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في حق اللبنانيين، قائلا أدانوا (أي الحكام العرب) المقاومة، واعتبروها مجنونة ومتهورة وورطت الأمة، ودخلت فيما لا يحسن الدخول فيه من مؤامرات .. ولم يتحدثوا عن إسرائيل التي خربت كل شيء ..المطارات والجسور والبنى التحتية، وأماتت كل شيء .. الإنسان والزرع . ووصف الشيخ القرضاوي بعض الحكام العرب في إشارة إلى كل من الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والسعودي الملك عبد الله "بالفلاسفة" الذين يتطلعون، حسبه، إلى تركيع الأمة وإيقاف جذوة المقاومة في الأمة التي أخذت تتقد في ربوع العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن حزب الله يخوض هذه الأيام حربا شرسة ضد الجيش الإسرائيلي ويدافع عن شرف الأمة وعرضها أمام مشروع الاستسلام الذي أعلنته بعض الأنظمة العربية عن تبنيها له. وحذر الشيخ يوسف القرضاوي هذه الأنظمة العربية أنها من خلال تبنيها لهذه المواقف ستزيد من انفصالها عن الشعوب وعن الأمة انفصالا تاما، ولن يبقى لها من سند سوى أمريكا وحلفائها. واستطرد الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يرأس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أن "الأنظمة الخليجية هي التي ستدفع الثمن، لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في لبنان، حينما تأمرها أمريكا بذلك". وأثنى الشيخ القرضاوي على حزب الله ومقاومته الشرسة التي يخوضها هذه الأيام ضد الغزو الإسرائيلي للبنان، مشيرا إلى أن المقاومة لا تتصدى فقط للاحتلال وإنما كذلك لمشاريع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، من خلال دفع أمريكا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، بعد مشروع الشرق الأوسط الكبير، فضلا عن معارضتها المطلقة لوقف إطلاق النار لتترك إسرائيل الوقت لتغيير الحقائق على وجه الأرض. ودعا الشيخ القرضاوي مجاهدي المقاومة الإسلامية إلى الصمود والوقوف أمام الهجمة الإسرائيلية المدعومة، حسبه، أمريكيا وحتى عربيا، مرددا المثل العربي "النار ولا العار". وبخصوص تفاعل الشارعين العربي والإسلامي خلف المقاومة الإسلامية، قال الشيخ القرضاوي إن ذلك من شيمه، قائلا "الذي أراه يعني أن الشارع العربي والإسلامي متجاوب مع المقاومة ويؤيدها بكل ما يستطيع" مشيدا بوقفة الشارع الى جانب حكومة حماس بتوفير الدعم المالي للحكومة الجديدة التي شكلتها حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين، في حين ان أغلب ألحكام العرب، كما يضيف الشيخ، لم يلقوا لها بالا، متسائلا في ذات الوقت عن سر ذلك، ليقول إن الحكام يأتمرون بصوت سيدهم. وشدد القرضاوي على وجوب استمرار المقاومة، بالرغم من التكاليف التي يجب ان يدفعها الإنسان، نظير حريتها واستقلاله. وأشاد القرضاوي بمواقف بعض الدول العربية، مثل الجزائر التي انتصرت، حسبه، للمقاومة وحق الشعب اللبناني في التصدي للاحتلال الاسرائيلي والدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار، بالإضافة الى الحكومة اليمنية التي دعت الى مؤتمر قمة استثنائي لتتراجع بعد ذلك بسبب بعض الحكومات التي لم تلتفت لهذه الدعوة، مضيفا ان بعض القادة العرب لا يريدون ان يتحملوا مسؤولياتهم الكاملة فيما يحدث في لبنان. وعن الموقف الإيراني والسوري، اعتبر موقفهما من تحصيل الحاصل، بحكم التوافق العقدي بين حزب الله والجمهورية الاسلامية في ايران وعلى اعتبار التواجد السوري السابق في لبنان، فضلا عن تراجع العديد من الدول العربية عن اداء دور لها في لبنان. ودعا الشيخ يوسف القرضاوي الى الوحدة بين مختلف الطوائف والمذاهب السنية والشيعية، وحذر كلا الطائفتين من الوقوع حرب لن يستفيد منها أي طرف.