لم يكشف محمد عبو وزير الثقافة والاتصال السابق ورئيس فوج العمل المكلف بملف الإعلام والإشهار لدى جبهة التحرير الوطني عما إذا كان الحزب قد تلقى إيعاز من الرئيس بوتفليقة لفتح نقاش سياسي حول قانون الإعلام والإشهار والبدء في الخطوات الأولى لإعادة ترتيب قطاع الإعلام والصحافة ، بعد نجاح الجبهة في فتح نقاش حول تعديل الدستور واقتراحها مشروع دستور سلم إلى الرئيس بوتفليقة، ما دفعه إلى الإعلان عن استفتاء شعبي حول الدستور الجديد قبل نهاية السنة الحالية ، وتزامن تحرك جبهة التحرير في اتجاه فتح ملف الصحافة والإعلام مع تعيين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمستشاره الإعلامي الهاشمي جيار كوزير للاتصال قبل شهرين ، بعدما ظلت الوزارة بدون وزير لمدة أكثر من سنة . عثمان لحياني وقال محمد عبو رئيس فوج العمل أن هذه الخطوة تأتي تحضيرا لإعداد الحزب مشروع قانون للإعلام وآخر للإشهار ومدونة لأخلاقيات المهنة ، ستسلم لاحقا إلى الرئيس بوتفليقة ، وينتظر أن يستدعي للمشاركة في صياغة هذا القانون وإثرائه عدد كبير من الصحفيين ومدراء صحف وأساتذة جامعيين ورجال قانون والذين وافقوا على العضوية في فوج العمل الخاص بالصحافة من ضمن 11 فوجا نصبها الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم قبل أسابيع . وقد غاب الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم عن افتتاح النقاش الذي نظمه الحزب حول قانون الإعلام والإشهار وأخلاقيات مهنية الصحافة بسبب ارتباطات حكومة طارئة على الرغم من أنه كان مبرمجا للمشاركة في النقاش قبل أن ينوب عنه عمار تو رئيس دائرة البرامج في الحزب وقد أثيرت خلال النقاش الساخن جملة من المسائل المرتبطة بالعمل الصحفي خاصة ما يتعلق بمشكل المصادر وصعوبة الحصول على المعلومة وإدارة السلطة لكل الملفات بصورة إدارية، إضافة الى المشاكل الاجتماعية والظروف المهنية الصعبة التي يعيشها الصحفيون والتي تمنعهم من المشاركة في البناء الديمقراطي ، وكذا المناخ السياسي المتسم بالتقلب المستمر والذي يرهن التجربة الإعلامية في الجزائر وقال عبد الحميد مهري الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الذي شارك في حلقة النقاش أن الدولة عليها أن تعي التحولات السياسية والاجتماعية التي عرفتها البلاد وطرح طريقة التعامل مع الصحافة في السبعينات والثمانينات جانبا ومراجعة أدوات العمل الصحفي وترتيب العلاقة بصورة راشدة بين السلطة والصحافة واستعرض بعض التجارب التي أدارها عندما كان مسؤولا عن الإعلام في الحزب ، وخلص مهري إلى ضرورة الوصول إلى صحافة صادقة لاتخلط بين السياسي والإعلامي . ، كما طالب متدخلون بضرورة الاهتمام ببرامج التدريب وتطوير الخبرات التقنية والفنية للصحفيين الجزائريين عن طريق برامج تطوير نوعي يسهم في وضع الصحفيين في صورة التطور التقني والفني والآليات الجديدة للعمل الصحفي المطبقة في الدول التي تشهد تجارب إعلامية متميزة . وتم خلال النقاش توزيع استبيان قال بشأنه محمد عبو انه يهدف إلى جس نبض الصحفيين بشأن قانون الإعلام وأخلاقيات المهنة . وتكون هذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها حزب سياسي مبادرة مناقشة ملف الصحافة والاعلام في غياب تحرك جدي من طرف نقابة الصحفيين وفشلهم -الصحفيين - في تنظيم انفسهم وتقديم اقتراحات عملية بشأن قانون الاعلام واخلاقيات المهنة والاشهار وباقي المسائل المتصلة بالقطاع .