قرر حزب جبهة التحرير فتح النقاش الوطني بخصوص تعديل الدستور، المقرر تنظيم استفتاء بخصوصه قبل نهاية السنة الجارية، من ولاية بجاية ابتداء من بعد غد الثلاثاء، إلى غاية الجمعة، حيث ينظم جامعته الصيفية على مدى أربعة أيام تحت شعار "انسجام مؤسساتي، نجاعة اقتصادية وتضامن وطني". غنية قمراوي وحسب قيادي في الحزب، فإن الجبهة عزمت بمناسبة تنظيم جامعتها الصيفية لهذه السنة، على تقييم أوضاع البلاد على مدار 52 سنة على ضوء مبادئ نداء 1 نوفمبر 54 القاضي بإعادة سيادة الدولة الديمقراطية الاجتماعية، ومن هنا سيتمحور النقاش حول محورين اثنين هما الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وسيتم التطرق إلى جملة من المواضيع تصب كلها في الإطار المذكور منها الدستور، قانون البلدية والولاية، الضمان الاجتماعي، التشغيل، العمل، الصحة، التضامن والتضامن الوطني. وبالنظر إلى برنامج الجامعة الصيفية التي اختيرت لتنظيمها ولاية بجاية، للدلالة التاريخية المرتبطة بمؤتمر الصومام، فإن الجبهة ستتخذ من الحدث فرصة لفتح نقاش عام حول محاور السياسة الوطنية، والمتعلقة مباشرة ببرنامج الرئيس بوتفليقة، والتي لم تسعف الظروف الحزب لتدارسها، إذ حالت الانشغالات الدولية وعلى رأسها الحرب في لبنان على فتح النقاش بخصوصها في وقته، خاصة وأن انشغال الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم بمهامه على رأس الحكومة جعلت النقاش يتأخر عمّا كان مقررا في السابق، إذ لم يبق إلا أسبوعين على الدخول الاجتماعي. فمن حيث المحاضرات اختار المنظمون أن تدور المحاضرات حول عدد من المواضيع منها التطور الدستوري في الجزائر، الإدارة والجماعات المحلية، التهيئة الإقليمية والتنمية المستدامة، الاقتصاد والتضامن الوطني، واقع الضمان الاجتماعي وآفاقه، إضافة إلى إشكالية التقاعد والشغل والمداخيل والقدرة الشرائية، كما سينكب المشاركون على تدارس مجموعة النقاط ضمن ورشات تتعلق بالانسجام المؤسساتي والنجاعة الاقتصادية والتضامن الوطني. للعلم، فإن قيادة الحزب كانت تحضر لحملات تعبئة القاعدة النضالية حول موضوع التعديل الدستوري المرتقب عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على لبنان واستحواذه على اهتمام الرأي العام الوطني والعالمي، وعليه سيكون النقاش في إطار الجامعة الصيفية بمثابة الانطلاق الفعلي للنقاش الوطني حول الموضوع. وبما أن حزب جبهة التحرير الوطني هو صاحب الفكرة والمبادرة بتعديل الدستور والتي طالما شكلت موضوع سجال بينه وبين حزب الارندي داخل التحالف الرئاسي وخارجه، فإن النقاش سيظهر حتما كل ما هو إيجابي في الموضوع، لكن من منظور علمي، حسب ما أكده القيادي، لأن جمهور الجامعة الصيفية سيكون من المثقفين والجامعيين، وبالمناسبة ستتحدد الاستراتيجية العامة التي ينتهجها الحزب في دعوة مناضليه واستنفار قواعده تحسبا للحملة الانتخابية التي ستسبق الاستفتاء الشعبي المقرر قبل نهاية السنة. وردا على سؤالنا بخصوص المصالحة الوطنية وما إذا كان سيخصص لها نصيبا في المناقشات، رد المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة قائلا "المصالحة الوطنية أصبحت موضوعا يتعلق بالماضي وقد انتهت مناقشته عندما استفتي فيه الشعب وقبله بالأغلبية المطلقة"، مؤكدا أن صلاحيات رئيس الجمهورية في تمديد آجال تسليم المسلحين أنفسهم ليست محل نقاش ولا محور مزايدة والوحيد الذي يملك تزويد الرئيس بالحقائق في الموضوع هي لجان المتابعة.