أمرت أول أمس، المحكمة العليا الموريطانية، بالإفراج المؤقت، عن 8 متهمين، من ضمن مجموعة تتكون من 18 عنصرا، تم توقيفهم في أفريل من العام 2005، بتهمة الإنتماء إلى التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال. جمال لعلامي مجموعة ال 18، تم توقيفها من طرف نظام الرئيس المخلوع، معاوية ولد الطايع، ووجهت لهم تهما تتعلق بالوقوف وراء نشاطات إرهابية من تخطيط وتنفيذ تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الموالية لشبكات "القاعدة"، وثبت النظام الجديد في نواقشوط، الإتهامات الموجهة إلى "المجموعة الإسلامية"، وقرر وضع عناصرها تحت المراقبة الأمنية والقضائية. وقد بقي ثلاثة من المتهمين في حالة فرار من السجن المركزي، منذ نهاية أفريل 2006، موازاة مع إنطلاق حملة جديدة وسط المعاقل الإسلامية بموريطانيا، وحسب المتحدث بإسم هيئة دفاع المتهمين، قررت المحكمة إحالة ملف ال 18 متهما، على المحكمة المتخصصة في القضايا الإجرامية بالعاصمة نواقشوط، دون تحديد تاريخ المحاكمة. ومعلوم، أن التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، كان قد تبنى في بيان نشره على موقعه الإلكتروني على شبكة الأنترنيت، الهجوم الإرهابي ضد قاعدة عسكرية للجيش الموريتاني، في بلدة لمقيط الشمالية الواقعة، على بعد حوالي 400 كيلومتر شرق الزويرات، قرب الحدود الموريتانية الجزائرية المالية، واعتبر البيان الذي دعمه فيما بعد مختار بلمختار، المدعو بلعور، في حوار نشره عبر موقع الجماعة، أن "العملية تأتي انتقاما لعناصر التنظيم الذين إعتقلهم النظام الموريتاني في الآونة الأخيرة" . وكان وزير الدفاع الموريتاني، بابا ولد سيدي، قد أكد في أعقاب الاعتداء الإرهابي، أن الهجوم على القاعدة العسكرية الموريتانية، شنته الجماعة السلفية للدعوة والقتال "التي قتل رجالها بدم بارد عسكريين ثم لاذوا بالفرار"، واتهمت نواقشوط "الجماعة السلفية"، التي يتزعمها حاليا عبد المالك درودقال، المدعو أبو مصعب، بعد مصرع زعيمها السابق نبيل صحراوي في كمين نصبته قوات الجيش الجزائري بمرتفعات جبال أكفادو بولاية بجاية، مطلع العام 2005، إتهمتها "بالتواطؤ مع جهاديي الحركة الإسلامية الموريتانية، قبل أن يباشر الأمن الموريطاني في أفريل الماضي، سلسلة من الإعتقالات واسعة النطاق في أوساط الإسلاميين، المتهمين بإقامة علاقات مع تنظيمات إرهابية على رأسها تنظيمي "القاعدة" و"الجماعة السلفية" التي تتهمهما نواقشوط بتدريب هؤلاء في معسكراتها . وفي سياق متصل، كانت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، قد أعلنت أنها فقدت خمسة من عناصرها خلال الهجوم على مركز لمغيطي العسكري شمال شرق موريطانيا في الرابع من جوان 2005، ولم تشر الجماعة في بيانها إلى توقيف قوات الأمن الموريطانية، بعض مسلحيها خلال عمليات التمشيط التي قامت بها في المناطق الحدودية، لكن التنظيم الإرهابي، إعترف بالمقابل بأن من بين قتلاه المدعو "إبراهيم أبي إسحاق" ويكنى أيضا "إبراهيم الأفغاني"، أحد قدامى الإرهابيين الذين شاركوا منتصف الثمانينات في حرب أفغانستان.